بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اختص بعنايته أهل طاعته وشملهم برعايته ورحمته وأوعد بالعقاب من خالف أوامره ووصاياه وزاغ عن سنة المؤمنين واتبع هواه
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد سيد أهل الدنيا وامام أ هل الآخرة وعلي اصحابه وأنصاره وعترته الطاهرة الفاخرة الي يوم الدين القائل ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر - روا الامام احمد وابو داود والترمذي وصححه النسائي وابن ماجه والحاكم عن لريدة وحسنه المنذري ورمز السيوطي لصحته
الي الذين قال الله فيهم
والذين هم غلي صلواتهم يحافظون
والي الذين قال الله فيهم
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)
والي الذين فرقوا بين الصلاة وبين تعاليم الدين وظنوا انها العبادة
والي من تركوها
والي هؤلاء جميعا
قال تعالي
احسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
وقال
أم حسببتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)
الصلاة عماد الدين وربطها بالدين كله
ليس لابن آدم من صلاته الا ما عقل
يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة
حينما تقرأ هذه الآية ألم تفهم أن هناك شيئا غاب عنك أمرت أن تستعين عليه بالصبر والصلاة فهي ليست الغاية ولكنها المعين والمذكر والوسيلة الي تحقيقه
كل كلمة من كلمات الصلاة وأفعالها من التكبير الي التسليم تأمر أمرا بحمل الرسالة الاسلامية
الذي غاب عنا اننا خلفاء الله في الارض
اني جاعل في الأرض خليفة)
والأ رض الذي نعيش عليها ونفينا فيها غرباء أسري غرباء لان اصلنا كان في الجنة
وعود شب وارتوي وشرب واكل من الجنة وعاش نعيمها فلما عصي نفي الي الارض
وتاب الله عليه وثمن العودة اليها هو تحقيق كلمة التوحيد ومنهاجه كما أشترط علي ابينا آدم
(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي قال ربي لما حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي) وجنة الدنيا وسعادتها قبل جنة الآخرة لمن اتبع هدي الله
قال الحسن البصري: تفقد الحلاوة في ثلاثة اشياء في الصلاة والذكر والقراءة فان وجدت ذلك فامض وابشر والا فاعلم ان بابك مغلق فعالج فتحه
وقال احد أحبار اليهود(بني اسرائيل):
يارب كم أعصيك ولا تعاقبني فقيل له - وكم أعاقبك ولا تدري ألست سلبتك حلاوة مناجاتي-
فالمعاصي من أسباب غلق الباب وفقد حلاوة الطاعة والمناجاة
رأي يحيي بن زكريا ابليس لعنه الله- فقال له- هل امكنك ان تعمل معي شيء فقال له( ربما شبعت مرة فثقلناك عن الصلاة) فما شبع يحيي بعد ذلك طعام قط
سمع علي بن ابي طالب واحدا يقول: أستغفر الله فقال له ثكلتك امك اتدري ما الاستغفار؟؟ فقال له وما الاستغفار قال الاستغفار علي ست معاني:
علي ما مضي من الذنوب الندامة- وعلي تضييع الفرائض الاعادة- وعلي رد المظالم الي اهلها-
ثم الباكاء من خشية الله- والاصوم حتي يذوب الشحم واللحم الذي نبت من حرام- ثم العزم علي عدم العودة- وهذه كلمات بين فيها الامام علي كرم الله وجهه حقيقتها فأين هي ان الاستغفار حل للمشاكل جميعا فلماذا لم تحل المشاكل؟ والجواب لان حقيقتها لم تؤد
(كلا لا تطعه واسجد واقترب)
قيل انه رآي موسي عليه السلام رجلا ساجدا ويبكي فسأل الله ربه أن يقبله ويقضي حاجته فقال:
كيف أقبله وقلبه معلق بغنمه وراء الوادي خال مني مائل الي الدنيا وم أكثر هؤلاء في زماننا هذا وفي عالمنا هذا وفي أيامنا هذه
ولتعلم ان الصلاة هي الايمان كله واشارة الي اهمية الصلاة في كيان العقيدة فهي تشير الي جوانب هذا الدين كله( ماسلككم في صقر قالوا لم نك من المصلين)
كيف لا؟ وهي الامانة التي حملها الانسان وابت السماوات والارض والجبال ان تحملها
كيف لا؟وهي عمود الدين واساس الاسلام
كيف لا ؟ وهي سر النجاح واصل الفلاح
كيف لا؟ وهي عهد الله علي المسلمين
كيف لا ؟ وهي عقد رباط الاسلام
فاياك ثم اياك وترك الصلاة او ترك شيء منها فان فعلت ذلك فقد هلكت مع الهالكين وخسرة الدنيا
والآخرة وذلك هو الخسران المبين
هنا وما ادراك ما هنا هنا مدرسة الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلي آله
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
امين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / كريم علي