م[b][b]ايميز الدين الأسلامي عن الأديان الأخرى أنه جاء أخر هذه الأديان ومكملا لعوامل النقص والخلل وسوء الفهم للأديان الأخرى السابقة ، أما مكامن النقص والخلل فقد جائت نتيجة عبث البشر بهذه الأديان وتحريفها وشطب الكم الأكبر من مضمونها وإضافة تعاليم وأحكام تحاكي الطبيعة الإجرامية لمن قاموا بتحريف تلك الكتب وتساير أهوائهم وتلبي حوائج غرائزهم وتبلور أفكار تتماشى مع عقليتهم القاصرة
فلو نظرنا بتجرد وحيادية إلى معتنقي الديانات الأخرى وليكن تركيزنا على أتباع الديانات السماوية فقط فنجد أن اليهود يعتقدون أنهم شعب اللة المختار ومن حكمة اللة و سخرية القدر أنهم أصبحوا عكس ذلك تماما فاليهودي صفة تطلق على كل من يمكر ويخبث وجميع شعوب الأرض تتقزز من أي يهودي وتتجنب التعامل معه وفي أوروبا عندما يريد شخص أن يسب الأخر ويحقره فإنه يطلق عليه لقب يهودي ، ولا يخفى على أحد مدى التشويه الذي أصاب التوراة فلم تبقى كلمة واحدة سليمة إلا وتم تحريفها ونقل معناها إلى أقصى النقيض ليصبح الحلال حراما والحرام حلالا فبإستثناء أكل لحم الخنزير يعتبر كل شيء في دينهم وملتهم حلالا ومن أكثر الأشياء فظاعة تحليل قتل غير اليهودي وهدر دمه وتحريم قتل اليهودي أي كانت الأسباب ، وقد أرسل اللة مئات الأنبياء لهم وذكر منهم العشرات في القرأن الكريم وهم يعتبرون ذلك تميزا عن بقية شعوب الأرض ولكن كما قال الشيخ الشعراوي رحمه اللة واصفا ذلك بأنه علامة من علامات القصور والمرض والتمسك بالكفر وشبه رحمه اللة تعدد الأنبياء المبعوثين لليهود بالشخص المريض الذي يعاني من أمراض عدة في جميع أنحاء الجسم ويلزمه مجموعات كبيرة من الأطباء لعلاجه لكن دون فائدة وهكذا كان حال اليهود
حال النصارىلا يختلف كثيرا عن حال اليهود ،فقد قاموا بتحريف الأنجيل وشقلبوا كيانه والطامة الكبرى والأشنع من فعلة اليهود أنهم يدعون والعياذ باللة من ذلك القول أن اللة تزوج مريم وأنجب منها عيسى ويصبح عيسى الاه إبن والروح القدس إلاه أخرى وبدل أن يكون لهم رب واحد يصبح ثلاثة واحدا في السماء والأخر بالأرض والثالث متنقلا بين السماء والأرض ليموت بعدها الرب الإبن ويكفر عن جميع خطاياهم وأفعالهم السوداء السابقة واللاحقة كما يزعمون ، الإنجيل الحقيقي لا يختلف كثيرا عن القرأن فهناك صوم وتوحيد وعبادة وتحريم كامل لكل ما يفعلونه الأن من شرب للخمر وزنا وأكل لحم الخنزير وعدم إحتشام في الملبس ، لكن كل ذلك تم حذفه وتشويهه وقلب معانيه ليصبح الأسود أبيض ، وكما يظنون ويعتقدون أن أي مسيحي سيدخل الجنة مهما فعل فيكفيه فقط أن يؤمن بالمسيح وكفى .. لأن المسيح عندما صلب وقتل كما يعتقدون قد كفر عن خطاياهم وأفعالهم السوداء إلى يوم الدين والأغرب من ذلك أن أي قسيس أو راهب أو كاهن يمتلك صلاحيات إلاهية تتمثل بالصفح والغفران ومحو الذنوب لأي فاسق يلجىء إليه ، أما الراهبة فلا يحق لها الزواج ويحق لها أمور أخرى كثيرة اتعفف عن ذكرها
كل ذلك مخالف لما جاء ودعى إليه سيدنا عيسى عليه السلام فقد كان إنسانا بسيطا عفيفا وعبدا من عباد اللة المؤمنين وكانت أمه شريفة وطاهرة وتتعبد مع شقيقها وأهلها ويوحدون اللة ليل نهار وقد جاء ذكر ذلك بالقرأن الكريم وأشار أن عيسى وأمه مريم كانا بشر يأكلان الطعام ويشعران بالجوع والبرد كما بقية العامة من الناس وذلك في إشارة واضحة وصريحة على بطلان مزاعم النصارى بأن عيسى إبن اللة ويملك صفات ربانية وروحية خاصة أما ولادة عيسى أبن مريم من دون أب فتعتبر معجزة من ضمن معجزات اللة الكثيرة التي كان يخص بها الأنبياء والرسل ومثلما خلق اللة أدم من لا شيء فهو قادر على خلق عيسى دون أب وقادر على أي شيء وقد كان عيسى عليه السلام يملك معجزات وقدرات خارقة بأمر اللة مثل إحياء الموتى وتبصير العمي وعلاج الكثير من الأمراض المزمنة كل ذلك جعل قومه يعتقدون أنه إلاه منزل من السماء وليس نبيا إكتسب كل ذلك من اللة وبأمر اللة
أخيرا جاء الدين الإسلامي ليعالج كل هذه الأخطاء والتجاوزات والإنحرافات ويصحح كل شيئ فالحلال بين والحرام بين فإن شرب الخمر بالإضافة لكونه مضرا للجسم فإنه يذهب العقل ويترك شاربه معرضا لأن يقوم بعمل أي عمل إجرامي دون إكتراث تماما كمدمن المخدرات ولحم الخنزير عدا عن أنه مقرف ومقزز فإنه يترك مع الوقت رائحة كريهة تنبعث من جسم أكله وتظهر بقع بيضاء تحت الجلد وقد أكدت كل الأبحاث والتقارير العلمية صحة ذلك أما الزنا فقد سبب على مدى العصور عشرات الأمراض الخطيرة والمعدية وجاء أخرها الأيدز ، ولو نظرنا إلى نظام الصيام الذي أبتدعه النصارى فنجد أنه مضر كثيرا للجسم البشري لأنه يحرمه من عناصر غذائية هامة خلال فترة الصيام المزعومة عندهم لكن صيام رمضان عند المسلمين فإنه من الناحية الطبية وحسب دراسات جميع خبراء التغذية فإنهم يقرون بفائدة الصيام الذي شرعه اللة في رمضان لأنه ينظف الجسم من السموم ويريح الجهاز الهضمي وينشط الدورة الدموية وبالنسبة للمأكل يجوز للمسلم حسب الشريعة الإسلامية أكل أي نوع من الطيور الغير جارحة ومجموعة متنوعة من أنواع لحوم المواشي ذات الفائدة الغذائية الكبيرة
كان ذلك من الناحية الطبية والتأثير المباشر على الجسد أما من الناحية النفسية والروحانية فإن المسلم عندما لا يشرب الخمر فإنه يظل بعقله ووعيه ولا يهذي أو يهلوس ويعيش حياته هانئا وسعيدا وقد أبدل الإسلام له هذا المنكر بمئات الأنواع من المشروبات المفيدة أو على الأقل غير المضرة ولا تغيب الإنسان عن وعيه فللمسلم أن يستمتع بشرب كل أنواع العصائر والمشروبات الغازية والساخنة ، هذه هي سماحة الدين الإسلامي يحرم شيء ويفتح المجال للمسلم ألف شيء مقابله ، أما الزنا وتأثيراته النفسية والإجتماعية على النفس البشرية وما تخلفه من هتك للأعراض وتفكك أسري وخلل إجتماعي عميق وخلق أعداد هائلة من أبناء السفاح والزنا وهو ما نراه الأن متجلي في الغرب المسيحي وأمريكا رأس الكفر ، فيعتبر الزنا من الكبائر والمحرمات في الدين الإسلامي وذلك بقول اللة تعالى ولا تقربوا الزنا أي الإبتعاد عن كل الطرق والمسالك المؤدية له وقد عوض ذلك بالزواج ويمكن لأي مسلم أن يجمع أربع زوجات بوقت واحد ضمن شروط وضوابط حددها لنا نحن المسلمون وقد جاء تشريع الزواج من أربع زوجات في بداية الدعوة الإسلامية لعدة أسباب أهمها أن أعداد المسلمين في ذلك الوقت كان قليلا وعند خوض أي غزوة يستشهد منهم الكثير ليخلفوا ورائهم الأرامل والأيتام وجاء هذا التشريع السماوي نجدة ورحمة لهم فيقوم المسلم بالزواج من زوجة أخيه الشهيد ليحفظ له أولاده ويصون زوجته من بعده وخصوصا أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الزواج من غير المسلم أما في الوقت الراهن فإن الزواج من أكثر من زوجة قد اعفى الكثير من الرجال من أن يهدموا بيوتهم ويطلقوا زوجاتهم كي يتزوجوا من أخريات لأسباب كثيرة مثل عدم إنجاب الزوجة وتفاديا من الوقوع بالزنا كما هو حال الغرب أما الربا فإنه محرم بجميع أنواعه وقد فتح الإسلام بديلا عنه باب البيع والتجارة الحلال خلافا لليهود والنصارى الذين يأكلون الربا ويملئون بطونهم نارا وسعيرا ويصبحوا ماديين وبخلاء يقوم كل واحد منهم بمص دم غيره وإبتزازه وهو ما نراه الأن بالمجتمعات الرأسمالية الملحده
وبعد،، هل خلقنا اللة عبثا لنفعل ما نشاء دون أي قيود ونتصرف كالحيوانات ؟؟ لقد خلقنا اللة وأكرمنا بنعمة العقل وفضلنا على سائر المخلوقات وأوجد لنا معادلة هامة يصعب على الكثيرين حلها إنها معادلة الحلال والحرام
[/b][/b]