المبادرة المصرائيلية وسياسات الفرعون الكهل في قتل العرب وحماية العصابة الصهيونية ومؤامرة شرم الشيخ... بـقـلـم : أحمد علي المصطفى
نذكـِّر كل من يتهم سوريا بالمزايدات السياسية إن كان في مصر أو أي مكان آخر بأن مَن قتل وخلـَّص
أرض الكنانة من أكبر قائد استعماري كان يدنس ترابها في العام 1800م وأقصد به خليفة نابليون
بونابرت الجنرال الفرنسي كليبر هو شهيد وبطل سوري شاب اسمه سليمان الحلبي , كما نذكـِّر هؤلاء
أيضا بأن من ضحى بروحه وخلص مصر إبان حرب العدوان الثلاثي عليها عام 1956م من المدمرة
العملاقة جان بار أعظم بارجة بحرية آنذاك فدمرها وأغرقها هو شهيد وبطل سوري أيضا اسمه جول
جمَّال , ونذكـِّـرهم ببطل آخر وشهيد سوري أيضا هو عز الدين القسَّام والذي قاد بدمه ثورة ضد
المستعمر البريطاني في فلسطين , القسام الذي استشهد فأورق اسمه ليزهر ثمارا تغذي أعظم
أشكال المقاومة ضد المحتل الصهيوني حتى يومنا هذا , هذا غيض من فيض كريم ثر كثير , ولا مِـنـَّـة في
ذلك بالطبع ولكن هي ذكرى لأولي الألباب وإحقاقا للحق , أما لو أردنا أن نلقي الضوء بعض الشيء
على ما يجري في غزة من مذابح وجرائم إبادة دموية تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين فإننا لا بد في
هذا الخضم أن نعرج قليلا على بعض تلك المواقف المحسوبة على العرب والتي ساهمت بتمزيق العرب
ومساعدة الطرف الإسرائيلي المعتدي , والمثال العار هنا بالطبع ما يطلق عليه المبادرة المصرية والتي
هي مبادرة تأمر بنودها قادة المقاومة في فلسطين أن يرموا كل شيء , ليس فقط الأسلحة الخفيفة
التي يدافعون بها عن أنفسهم ما استطاعوا والتي يحاولون أن يردوا بها بعض الموت الذي تصبه فوق
رؤوس أهاليهم آلة القتل الإسرائيلي , بل إنها تعمل على تجريدهم حتى من سكاكين المطبخ ومن
ثيابهم وجلودهم ومن ثم لتسلخ أرواحهم وترميهم جثثا , ثم تطلب منهم بعد ذلك أن يبصموا بالموافقة
ويركعوا بذل لتلك الإملاءات الاستسلامية , ولعل المتتبع لتلك القحة والوقاحة سيطالع الآن ما أفرزته تلك
المبادرة من نتائج كارثية حتى قبل الأخذ بها من قبل الصهاينة , فبنود كتلك مهدت الطريق بيسر
لإسرائيل كي تضغط من خلالها ليس على المقاومة الفلسطينية فحسب بل وعلى المنطقة العربية
والشرق الأوسط ككل بشكل أرادات له أن يكون تحت غطاء قوة سياسية وعسكرية غربية من خلال
تمرير بنود اتفاقية خطيرة سامة وقعتها تسبي ليفيني مع سكرتيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس
في الولايات المتحدة , تلك الاتفاقية التي لا أظن أن المقصود بها هي غزة , فحجم البنود الواردة فيها من
تجييش للقوة العسكرية الأمريكية وقوى حلف الناتو والأساطيل التي تجوب المحيطات والبحار في
العالم كله كي تقوم بمهمة منع تهريب الأسلحة لغزة لا يمكن لأي عاقل أن يصدق بواعثها , إلا إذا تحولت
غزة لروسيا أو الصين مثلا ! فهل ستقوم تلك القطع البحرية وبمعية وشراكة ومساعدة ومراقبة لوجستية
متكاملة من مصر بمنع تهريب الأسلحة لغزة ؟ إنه لأمر يدعو للسخرية والضحك في الحقيقة , فما هو
حجم الرعب الذي تشكله تلك الأسلحة التي يخشى من تهريبها للقطاع المحتل , هل يتم تهريب صواريخ
باليستية ذرية مثلا على مستوى توبول أو إس إس 21 أو صواريخ آر إس 24 العابر للقارات , هل ستحط
حاملات طائرات وغواصات نووية قرب شواطىء غزة, فأي كذبة هي تلك في حجمها المضلل الفاجر ؟
لهذا فمن المحتمل بأن المقصود من تلك المعاهدة هو مراقبة وحصار غير مباشر يقصد به هو تلك الدول
التي ما زالت ترفض الانصياع للرغبات الإسرائيلية ومنها بالطبع سوريا وبعض القوى المناصرة للتيارات
المقاومة في لبنان , أما عن بعض التحليلات التي خرجت بعد أن أعلن أولمرت وقفا لإطلاق النار من
جانب واحد فقط , بأن فرعون مصر قد خـذلته أو طعنته إسرائيل من الخلف , فهذا كلام غير دقيق تماما ,
بل هي تمثيلية فاشلة مدروسة ومتفق عليها سلفا , فيخرج الكهل ليطلب من إسرائيل أن توقف
هجومها في الوقت نفسه الذي يعلم فيه بأنها ستوقف هجومها بالطبع , وهكذا يظهر أمام الرأي العام
بمظهر من يُـستمع إلى توجيهاته وينظر إليه كثقل سياسي فاعل , فيشكره أولمرت ويشكر جهوده في
مساعدة إسرائيل , ثم يطلب زعيم شارع الهرم اجتماعا سريعا فوريا في شرم الشيخ لبعض زعماء أوروبا
وإسرائيل وبان غي مون والأردن ومحمود عباس وعمرو موسى ! يا سبحان الله ؟ كيف تعقد قمم شرم
الشيخ بلمح البصر دون ترتيب مسبق ودون إعداد وتنظيم ووو..الخ , ويمتنع الكهل عن حضور قمة عربية
لأنها تصب في صالح المقاومة في أبسط درجاتها ؟ قمم شرم الشيخ لا تأتي إلا بالمصائب للعرب
ولذلك فلا يدعى إليها سوى كل من يطعن العرب , وستخرج قمة شرم الشيخ بقرارات سرية خطيرة جدا
ضد أي مشاريع لمقاومة الصهاينة ليس على نطاق المقاومة الفلسطينية فقط ولكن ضد كل أطراف
الممانعة الباقية , ولذلك ستعقد قبل قمة الكويت على الفور كي تضخ هذه القرارات في تلك القرارات
ويضغط من هذه على تلك وتمرر إملاءات هذه على تلك , ومن ثم لتحاول قتل قمة الدوحة وكل ما جاء فيها
من خلال الاستقواء المعيب الفاضح بالمعسكر الأوربي والغربي , والأيام قادمة بما هو أسوأ , غزة لا
تقبل الرشوة في شهدائها ولن تبيع لحم المقاومين ببعض مال يحاول من اعتادوا الاستجداء أن يلجوا من
خلاله كي يقزموا قضيتها , فالأمر لم ينته عند غزة بالطبع , ولن ينتهي أيضا كما يرغب معسكر الراقص
الكهل وكل طباليه .
موضوع: قراءة في الصحف حول مستجدات الأحداث في غزة 
الإثنين يناير 19, 2009 10:21 am
