جمعية حواء الغد
منتدى جمعية حواء الغد ، نسوي ثقافي خيري واجتماعي

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا
جمعية حواء الغد
منتدى جمعية حواء الغد ، نسوي ثقافي خيري واجتماعي

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا
جمعية حواء الغد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ميسرة




انثى
عدد الرسائل : 356
الموقع : hawaaelghad.ahlamontada.net
العمل/الترفيه : الخواطر
البلد : المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Female11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/10/2008

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام   المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام I_icon_minitimeالإثنين أبريل 12, 2010 6:41 am

المرأة المسلمة وأشكال جهادها في الإسلام
بقلم: د. نادية محمد السعيد
ذهب العلماء إلى أن الجهاد فرض ثابت بالكتاب والسنة والإجماع واستدلوا بأدلة، منها:
- قال تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم" (البقرة: 216).
- قال تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر" (التوبة: 29) وقال تعالى: "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" (التوبة: 36) وقال تعالى: "وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله" (البقرة: 193).
- قال تعالىوجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)(التوبة 41).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".(1)
5 - الإجماع - قال ابن عطية: الذى استقر عليه الإجماع: أن الجهاد -على كل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فرض كفاية، فإذا قام به من قام من المسلمين سقط عن الباقين، إلا أن ينزل العدو لساحة الإسلام فهو حينئذ فرض عين.(2)
أما مكانة الجهاد: فقد اهتم الإسلام به اهتماما بالغا، ورفع منزلة المجاهدين، وجعل الجهاد من فرائضه، وفضله على كثير من الأعمال، وأعلى منزلة الشهداء، وحث المسلمين على القتال في سبيل الله، وحذر من التخاذل والتقاعس أمام الأعداء، وشرح الأحكام والآداب الخاصة بالقتال، وأمر بالإعداد والتجهيز والخروج ومدافعة الأعداء، وامتلأ القرآن بالآيات الدالة على مكانة الجهاد وفضل المجاهدين، وزخرت السنة بالأحاديث المرغبة بالجهاد والاستشهاد، والمبينة لأحكام الشريعة في مجال الحروب، وامتلأت المكتبة الإسلامية بالكتب القديمة والمعاصرة المتحدثة عن الجهاد ومنزلته وأثره وأحكامه، والموضحة لجهاد المرأة وأحكامه وأدبياته.(3)
ولقد وردت أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها بيان لحكم جهاد المرأة وطبيعة مشاركتها في الغزوة أو المعركة، وهذه الأحاديث ترشدنا إلى الصورة المشروعة لجهاد المرأة المسلمة -من حيث الحكم والكيفية- والجهد الذي قامت به المرأة المسلمة المعاصرة، وأورد هذه الأحاديث والآثار، دون بيان لوجه الاستدلال في كل رواية، وهى بمجموعها تدل على جواز خروج المرأة في القتال الكفائي، والقيام بمتطلبات حربية متلائمة مع طبيعتها وخصائصها، كمداواة الجرحى، وسقي الماء، وصنع الطعام... كل ذلك ضمن الضوابط الشرعية، ثم المشاركة الفعلية بالقتال، حيث يستدعي الموقف والحدث، وأما ما ورد بشأن النهي عن الخروج فهو محمول على عدم وجوب القتال على النساء ابتداءً ثم أعرض أقوال العلماء وآراءهم ومناقشتهم في مباحث قادمة؛ حتى لا أقع بالتكرار، وأحاول أن أخلص إلى الرأي المختار، وهذه الأحاديث هى:
1 - عن الربيع بنت معوذ -رضي الله عنه- قالت: كنا نغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة.(4)
2 - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى.(5)
3 - عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى.(6)
4 - عن امرأة من بنى غفار قالت: ثم جئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نسوة من بنى غفار فقلنا: يارسول الله قد أردنا أن نخرج معك في وجهك هذا إلى خيبر فنداوي الجرحى، ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال: على بركة الله.(7)
وهذه الأحاديث الأربعة تدل على جواز خروج المرأة في الغزو، وقد ذكرت جملة من الأعمال المتفقة مع طبيعتها: كسقي الماء، ومداواة الجرحى، وصنع الطعام.
كما تكلم الفقهاء عن جهاد المرأة أثناء حديثهم عن الجهاد بشكل عام، وبياناً لحكم جهاد المرأة -كما قصده الفقهاء، وبما يتفق مع النظرة الإسلامية للجهاد والتصور الإسلامي لوظيفة المرأة- فإنني أسرد طائفة من أقوال الفقهاء بشأن جهاد المرأة، ثم أناقش هذه الأقوال، حتى تظهر الصورة الجهادية للمرأة المسلمة التى ارتجت في أذهان فريق من المسلمين، وكأن الجهاد بحق المرأة أصبح منسوخاً مستبعداً، ونحن في زمن تكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب، وأصبح على الرجال والنساء واجب مؤكد في توصيل صورة الإسلام المشرقة إلى الآخرين، والدفاع عن أحكام الإسلام وحدوده وأرضه، ومن هذه الأقوال:
*قال الكاساني من الحنفية: لا جهاد على الصبي والمرأة؛ لأن بنيتهما لا تحتمل الحرب عادة.(Cool
*وقال خليل من المالكية: الجهاد فرض كفاية -ولو مع وال جائر- على كل حر ذكر مكلف قادر، وقال ابن رشد: والدليل على صحة اشتراط الذكورة أنه لا يتأتى للمرأة إلا بضد ما أمرت به من الستر والقرار في بيتها.(9)
*وقال الشربيني من الشافعية: ولا جهاد على صبى ومجنون وامرأة ومريض وذي عرج بين. وقال البجيرمي: لا جهاد على أنثى وخنثى، لضعفهما عن القتال غالباً. وقال ابن جماعة: الجهاد الذى هو على الكفاية إنما يجب على المسلمين البالغين الذكور العقلاء الأحرار الأصحاء المستطيعين.(10)
وقال ابن قدامة من الحنابلة: ويشترط لوجوب الجهاد سبعة شروط: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والذكورية، والسلامة من الضرر، ووجود النفقة، وأما الذكورية فتشترط لما روت عائشة، ولأنها ليست من أهل القتال لضعفها وخورها.(11)
ومن أشكال جهاد المرأة في الإسلام ما يلي:
أولاً: جهاد المرأة بالمال
ندب القرآن الكريم المسلمين إلى الإنفاق في سبيل الله في مواضع مختلفة من الحياة، وجعل الإسلام أحد أركانه متعلقاً بالمال، وقد زخر القرآن والسنة بالأوامر والتوجيهات الدالة على فضل الإنفاق في وجوه الخير وثواب المتصدقين يوم القيامة، وأما الجهاد بالمال فقد وردت فيه آيات وأحاديث كثيرة، وهو ضرورى لإعداد الجند وتسيير الجيوش وتأمين الطعام والسلاح، ولا يستغني عنه الإنسان في أموره الاعتيادية، فكيف في حالات الطوارئ والحروب والمقاتلة؟
وجهاد المرأة أحد صور الجهاد في الإسلام -إضافة لجهادها بنفسها- وقد اقترن الجهاد بالمال والنفس في مواضع كثيرة من القرآن، وأعرض عدداً من الشواهد التى يمكن أن تجاهد المرأة المسلمة من خلالها بمالها، وهى شواهد تبرز أثر المرأة في الجهاد المالى الذي لا يقل أهمية عن القتال الجسدي، منها:
1 - قال تعالى: "وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم" (التوبة: 41) لقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالجهاد بالمال والنفس، والأمر يفيد الوجوب ما لم يقم دليل على خلافه، والمرأة داخلة في عموم الخطابات الدينية والتكاليف الشرعية كالرجل، وهى معنية بوجوب الجهاد بالمال والنفس، فجهادها أي مباشرة القتال غير واجب عليها ابتداءً كما بين الفقهاء، إلا أن جهادها بنفسها- بمفهومه العام- واجب عليها، ويستثنى منه صورة القتال، وأرى استثناء صورة القتال المباشر، دون القتال غير المباشر، وأما جهادها بالمال فلا علاقة له بضعف بنيتها أو قوة عاطفتها، بل إن قوة العاطفة قد تدفعها إلى مضاعفة التبرع والتصدق، وضعف بنيتها قد يدفعها إلى أن تعوض عدم مشاركتها بالقتال المباشر بالجهاد بالمال.
وأخذاً بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الآمرة بالجهاد بالمال والنفس، فإن الجهاد بهما واجب على أهله، فهو واجب مع القدرة على القتال أو عدمه كالحج لمن استطاع إليه سبيلاً، والاستطاعة بدنية ومالية، والوجوب في القتال واجب على القادر عليه قدرة بدنية ومالية، وهو على النفس أو الجسد، وعلى المال، أى على من يملكه في ماله، وإلى هذا الرأي ذهب فريق من العلماء في تفسيرهم لهذه الآية وأمثالها: كالزمخشري، والرازي.(12)
وقال ابن القيم: وأما الجهاد بالمال ففى وجوبه قولان: الصحيح وجوبه، لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواء.(13)
2 - قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" (الأنفال: 60)
أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين -ذكوراً وأناثاً- بإعداد القوة لمدافعة الأعداء، وقد جاءت كلمة القوة نكرة لتفيد العموم، إذ يجب على المسلمين -ذكوراً وأناثاً- إعداد القوة بكل أشكالها وصورها، ثم ذكر صورة القوة المحتفظة "ومن رباط الخيل"، التى يمكن أن نطلق عليها في زمننا المعاصر وسائل القتال والنقل الاحتياطية، ثم أشار القرآن إلى أهمية الإنفاق لإعلاء كلمة الله بالقتال وفضله، والمرأة المسلمة صاحبة المال قادرة على الإعداد والإنفاق بمالها، ولذلك فهى من أهل القتال بالمال، فيجب عليها.
والإعداد مبدأ عام تنطوي تحته أنواع كثيرة، فيشمل الإعداد المادي والمعنوي، ويشمل الإعداد الاقتصادي والسياسي والعسكري والعلمي، وكل ما يمكن أن يطلق عليه (إعداد)، فالأقلام التى تفضح خطط الأعداء إعداد، والتجارة التى تكسر تجارة العدو إعداد، والعلم الذي يحفظ الأمة من الاختراق ويخترق حضارة العدو إعداد، والسياسة التى تحبط سياسات الخصوم إعداد... وهذا المبدأ العام لا يتحقق تحققاً كاملاً إلا من خلال المسلمين جميعاًً.(14)
3 - قال تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا" (النساء: 75)
يدعو القرآن الكريم المسلمين الأحرار القادرين على الجهاد والقتال إلى المقاتلة في سبيل الله، والمقاتلة لأجل المستضعفين، وسبيل المستضعفين إنما هى استنقاذهم من الأسر والاستضعاف والاستذلال، وإنقاذهم إما بالنفير إليهم وتخليصهم من أسرهم، وإما ببذل المال في فدائهم.
قال ابن العربي: أوجب الله -سبحانه- في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو، مع ما في القتال من تلف النفس، وكان المال في فدائهم أوجب، لكونه دون النفس وأهون. وقال مالك: على الناس أن يفدوا الأسرى بجميع أموالهم.(15)
4 - قال تعالى: "والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" (الأنفال: 72)، ووجه الاستدلال أن المسلمين الموجودين في دار الحرب إن طلبوا العون لاستنقاذهم فقد تعين على المسلمين -في الدولة الإسلامية- نصرتهم واستنقاذهم بالمال أو بغيره، كما أوضح القرطبي.(16)
5 - قال -صلى الله عليه وسلم- "من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا".(17)
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشكالاً عدة للمشاركة في الغزو، فمنها: الخروج الفعلي إلى ساحة القتال، ومنها التجهيز المادي للغازي، ومنها القيام بالرعاية لعيال الغازي وأهله، وذلك أن الغزو في سبيل الله نوعان: حقيقة ومعنى.
قال الجصاص: إن الجهاد بالمال يكون على وجهين:
- أحدهما: إنفاق المال في إعداد الكراع والسلاح والآلة والراحلة والزاد، وما هو مجراه، مما يحتاج إليه المجاهد لنفسه.
- وثانيهما: إنفاق المال على غيره ممن يجاهد بنفسه أو إعانته بالزاد والعدة والقتال.(18)
6 - ثبت أن المرأة المسلمة شاركت بالقتال المباشر بنفسها، وهو أصعب على النفس من التبرع بالمال، وخرج النسوة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوات عدة وعرضن أنفسهن للمشقة والخطر والقتل، وإنفاق المرأة من مالها أهون على نفسها من قتلها.
7 - وردت آيات وأحاديث كثيرة في الحث على التكافل والتعاون بين المسلمين في حياتهم اليومية وشئونهم الخاصة، وهى في حالة الحرب أولى، قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان"(المائدة:2).
وخلاصة القول:
إن الجهاد بالمال واجب على المرأة المسلمة الغنية، لقوة الأدلة السابقة واستدلالاتها، فالمرأة داخلة في عموم التكاليف الشرعية في الشئون المالية، وعدم وجوب القتال بالنفس عليها ابتداء لا يعني عدم وجوب إنفاق المال في سبيل القتال، وأما الجهاد -بمفهومه العام- فإنه واجب على المرأة المسلمة -نفساً ومالاً- حسب قدرتها واستطاعتها، كما أن القتال حالة متعينة واجب عليها نفسا ومالا كما هو واجب على الرجل.
ثانيا: جهاد المرأة باللسان
عن أنس بن مالك -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" (رواه أبي داود الحديث رقم 1326)، فالحديث يأمر بالجهاد في صور ثلاث وقد عد الجهاد باللسان صورة منهن، ومعناه: مجاهدة المشركين بالحجة والبيان ومكافحتهم لإعلاء كلمة الدين في مواطنها، والجهاد باللسان: هو بذل الوسع المستطاع في إيصال رسالة الإسلام وتبليغها إلى المشركين، وهو جهاد لا يقل أهمية عن الجهاد بالمال والنفس، بل إن على الجيش المقاتل أن يدعوا إلى الإسلام قبل البدء بالقتال، وإذا أسلم الكفار سقط القتال بحقهم، فقد عصموا بإسلامهم أموالهم ودماءهم.
والمرأة المسلمة قادرة على الجهاد باللسان، وهو ميدان واسع للدعوة إلى الله -سبحانه- ونشر تعاليم الإسلام وأحكامه وخاصة في أوساط النساء والأطفال ووسائل الدعوة الفردية والجماعية -عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها- مقدور عليها لدى المرأة، وتستطيع أن تعرض محاسن الإسلام، وأن تعالج قضايا المرأة المعاصرة من وجهة النظر الشرعية، وهى أقدر على مقارعة ومحاورة المشركة أو الفاسقة من غيرها، إذ النساء أعرف بشئونهن.
ومن صور الجهاد باللسان:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد ورد الأمر بالجهاد باللسان في القرآن المكي في قوله تعالى: "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا" (الفرقان: 52) أى جاهد الكفار بالقرآن(20) وذلك ببذل الجهد في دعوتهم إليه (21)، وهو خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتدخل أمته -ذكوراً وإناثاً- في هذا الخطاب.
وقال ابن القيم: فأما جهاد الحجة: فقد أمر به -صلى الله عليه وسلم- في مكة قبل الهجرة بقولة تعالى: "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا" (الفرقان: 52)، وهذه السورة التى فيها هذه الآية مكية، والجهاد فيها: هو التبليغ وجهاد الحجة.
وبذلك فإنه يجب على المرأة المسلمة أن تجاهد بالقرآن فتبين أحكام الناس حسب استطاعتها، وأن تكون قدوة حسنة لغيرها، وأن تساهم في تربية الأجيال، وأن تشارك في إعداد الرجال وأن تنافح عن مبادئ الأسلام وقيمه، وخاصة بعد أن أصبحت وسائل التعبير والاتصال متعددة وميسورة، ولأهمية تحصين الجبهة الداخلية في المجتمع الإسلامي المتمثلة بالأسرة -وعلى رأسها المرأة- فقد كثرت الخطابات القرآنية لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء المؤمنين في سورة الأحزاب التي تتحدث عن إحدى غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأن متانة ورصانة الجبهة الخارجية متوقفة على متانة ورصانة الجبهة الداخلية، وأن التشققات والتصدعات الواقعة في البنيان الداخلي أشد أثراً من الخطر الخارجي، ولا شك أن المرأة أحد أركان الجبهة الداخلية، فينبغى أن تكون قدوة حسنة، وأن تكون مجتهدة بمالها ولسانها وجهادها، تقوية للجبهة الداخلية في الأمة الإسلامية.
ومن صور الجهاد باللسان أيضاً:
التحريض على القتال والجهاد في سبيل الله، وهى قادرة عليه، ولذا فهو واجب عليها، وأقلة ألاَّ تكون من المثبطين، ولقد ضربت المرأة المسلمة أروع الأمثلة في التحريض على القتال: كأم عمارة، والخنساء، وصفية، وغيرهن، والشواهد التي سقناها في عنوان جهاد المرأة في السنة والسيرة دليل على أن المرأة الصحابية قد ذهبت إلى ما هو أعظم من التحريض على القتال، ألا وهو القتال ذاته، وتستطيع المرأة المسلمة المعاصرة أن تكون في جمعيات دعوية نسائية، وأن تشرف على المراكز الإسلامية، وأن تقود المجموعات الجهادية النسوية، وأن تشارك في صناديق مالية لغايات الجهاد، وفي صحف ومجلات -دورية وغير دورية- متخصصة في تعاليم الإسلام وأحكام الجهاد.
ثالثاً: المرأة والعلوم العسكرية
لقد أمر الإسلام بالعلم ودعا إلى المعرفة، وكانت أول كلمة في الإسلام (اقرأ)، وهي فعل أمر يفيد الوجوب ما لم يصرفه صارف إلى الندب، وأياً كان الصارف إلى الندب أو كيفيته وحالته فإن الأصل في القراءة هو الوجوب، والكلمة خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- ويدخل فيه الذكور والإناث، وكلمة القراءة -بمفهومها العام- استذكار للمعلومة الماضية، واستظهار للمعلومة الحالية، واستكشاف للمعلومة المكنونة.
وجوب تعلم العلوم
وقد انبنت الأحكام الشرعية على القراءة والعلم والمعرفة، ولذلك فما كانت تأديته واجبة بحق الرجال والنساء من التكاليف الشرعية فإن تعلم هذه التكاليف يكون واجباً، وأذكر طائفة من الشواهد الدالة على تعلم العلوم، ويدخل فيها العلوم العسكرية التى نحن بصددها، وتناول هذه العلوم الجانب النظري والتطبيقي:
1 - وردت كلمة العلم ومشتقاتها ومترادفاتها في آيات وأحاديث كثيرة، وقد فضل العلماء الاشتغال بالعلم على الاشتغال بغيره من أنواع الأعمال كالعبادات والتجارات ونحوها.
2 - قال تعالى : "وقل رب زدني علما" (طه:114)، والاستزادة من العلوم وتحصيلها نعمة من نعم الله على الإنسان، فبالعلم يعرف طريقه إلى الآخرة، ويسير حياته في الدنيا، والإنسان مهما أعطي من العلم يبقى قليلاً، قال تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
(الإسراء: 85)، ولذلك فطلب العلم والاستزادة منه -سواء كان العلم دينياً أم دنيوياً، ومنه: العلم العسكرى -يحقق المسلم به خيراً ويجلب به نفعاً.
3 - قال تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" (الزمر:9) فالقرآن ينفي المساواة بين العلماء والجهلاء، والإنسان -ذكراً كان أو أنثى- يرتفع دنيا وآخرة بالعلم الذى يتعلمه، وأعتقد أن الأمة الإسلامية بمجموعها -ذكوراً وإناثاً- ترتفع على غيرها من الأمم بالعلوم المتميزة والمتقدمة التى تتعلمها وفي مقدمتها: التكنولوجيا العسكرية، والمرأة المسلمة قادرة على المساهمة فيها.
4 - قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم"(الأنفال:60)، والمراد بالقوة: الرمي، وقد يكون من معانيها -هنا- ما يكون سبباً في الحصول على القوة، والخطاب في الآية لكافة المسلمين، لأن المأمور به من وظائف الجميع، والله أمرنا بإعداد القوة لنرهب بها العدو، ومعنى ذلك: أنه يجب أن تكون القوة التي نعدها مرهبة للعدو، وهي لا تكون مرهبة له إلا إذا كانت أكبر وأقوى من قوته، بحيث تجعله يخاف ويرهب قوتنا، ولا تحقق الأمة أكبر إعداد وأقوى قوة إلا بتكليف جميع أفرادها ذكوراً وإناثاً.(23)
5- بيّن المفسرون(24) أن إعداد القوة المأمور به والمشار إليه في الآية السابقة إنما يكون بتهيئة وسائل القوة: كالنبل، والخيل، وتعلم الرمي، والفروسية، وهي الوسائل التي كانت موجودة يومئذ، وأشاروا إلى أن تعلمها وإعدادها فرض كفاية، وذكروا أنه يجب على ولي الأمر أن يقوم بهذا الفرض الكفائي وإلا قامت به الأمة بنفسها.
6- بين النبي صلى الله عليه وسلم أن القوة هي الرمي، فعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ألا إن القوة الرمى، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي.(25)
قال الألوسي في معنى الآية: أى كل ما يتقوى به في الحرب كائناً ما كان، إلا أنه صلى الله عليه وسلم خص الرمي بالذكر، لأنه أقوى ما يتقوى به، فهو من قبيل قوله: الحج عرفة. (26).
7- حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الرمي بعد تعلمه، فعن عقبة بن عامر قال صلى الله عليه وسلم: (من علم الرمي ثم تركه فليس منا) أو (قد عصى).(27)
قال النووى: هذا تشديد عظيم في نسيان الرمي بعد تعلمه، وهو مكروه كراهة شديدة لمن تركه بلا عذر.(28)
والنهي الوارد في الحديث يشمل الذكور والإناث، فكل من تعلم علماً عسكرياً- من رجل أو امرأة- ثم تركه فقد عصى وأثم، إذ إن تركه مكروه كما بيّن النووي. وقال الشوكاني: وفي ذلك إشعار بأن من أدرك نوعاً من أنواع القتال التي ينتفع بها في الجهاد في سبيل الله ثم تساهل في ذلك حتى تركه كان آثماً إثماً شديداً، لأن ترك العناية بذلك يدل على ترك العناية بأمر الجهاد، وترك العناية بالجهاد يدل على ترك العناية بالدين؛ لكونه سنامه وبه قام.(29)
8- عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يُدخل في السهم الواحد ثلاثة نفر في الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله". (30)
وفي الحديث دليل على أن العمل في آلات الجهاد وإصلاحها وإعدادها كالجهاد في استحقاق فاعله الجنة، ولكن بشرط أن يكون ذلك لمحض التقرب إلى الله بإعانة المجاهدين.(31) ويبين هذا الحديث أهمية صناعة الأسلحة التي يكون السهم أحدها، كما يبين أهمية الرمي، وأهمية مناولة الرامي، أو صد الرماية، ويمكن للمرأة المسلمة المعاصرة أن تساهم مساهمة فعالة في تصنيع الأسلحة الحديثة، كما يمكن لها أن تسهم في تعلم وتعليم التكنولوجيا العسكرية المعاصرة، ولها ثواب صناعة الأسلحة وثواب استعمالها، إذا نوت إعانة المجاهدين وطلب الأجر من الله، ولقد أصبحت الأسلحة المعاصرة- في جانب منها- متناسبة ومتلائمة مع طبيعة المرأة، ويمكن أن تباشر استعمالها بمنأى عن مقابلة العدو مباشرة.
9- أفرد علماء الفقه والحديث كلاماً في السبق والرمي وركوب الخيل، وهي ليست خاصة بالرجال، بل ثبت أن المرأة اشتركت بالرمي وركوب الخيل والسبق، والقيام بهذه الأعمال العسكرية يقتضي المعرفة بها والتعلم لطرائقها ضمن الحدود الشرعية، فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسابقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك السبقة.(32)
10- لقد شارك فريق من النسوة الصحابيات- زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام- في عدد من الغزوات، وأذن لهن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمشاركة، ووقع منهن القتال ضد الأعداء، وهذه المشاركة دليل على معرفة المشاركات بمخاطر الخروج وفنون القتال، أو بمعنى آخر: معرفتهن للعلوم العسكرية.
11- نص العلماء على أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن المعلوم أن حماية أحكام الدين واجبة، والحفاظ على البلاد واجب، ولا يتم هذا الواجب إلا بإعداد العدة ومعرفة الوسائل الموصلة إليها وتعلمها، وإذا كان الجهاد فرضاً على المسلمين فإن تعلمه فرض أيضاً، وقد يكون القتال واجباً على المرأة في الحالات التي يتعين بها، لذلك ينبغي على المرأة أن تتعلم العلوم العسكرية، وأن تتدرب على الأعمال التي هي من متطلبات الحرب وتتناسب مع خصائصها وطبيعتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الازهار البيضاء




انثى
عدد الرسائل : 118
العمر : 55
الموقع : جمعية حواء الغد
العمل/الترفيه : لاشيء
البلد : المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Female11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/06/2009

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام   المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام I_icon_minitimeالإثنين أبريل 12, 2010 3:37 pm

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام T-200
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد المؤمن




ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 53
الموقع : algerie
العمل/الترفيه : culture
البلد : المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Male_a11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/12/2008

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام   المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 9:14 am

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بوركتي اختي على موضوعك
و جزاكي الله خيرا و عافية
و جعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة القلوب




انثى
عدد الرسائل : 384
الموقع : الجنة تحت اقدام الأمهات
العمل/الترفيه : مهندسة
البلد : المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Female11
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 29/10/2008

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام   المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 12:55 pm

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Fa6ab8f25b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم

مريم


انثى
عدد الرسائل : 214
الموقع : hawaaelghad.ahlamontada.net
العمل/الترفيه : جمعية حواء الغد
البلد : المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Female11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/10/2008

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام   المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 22, 2010 10:21 pm


المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام 623329



السلام عليكم

موضوع قمة في الروعة والفائدة

ارجو ان يستفيد منه الجميع

لكم مني اجمل تحية


المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام 922494

المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام 188817




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة المسلمة واشكال جهادها في الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات المرأة المسلمة
» قسم جديد......المرأة المسلمة
» موقف المرأة المسلمة في بدء الدعوة
» موسوعة فتاوى المرأة المسلمة
» المرأة المسلمة والعقل ..كوني عاقلة تكن حماتك فاضلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية حواء الغد :: منتدى حواء الديني :: منتدى المرأة المسلمة-
انتقل الى: