نصف المجتمع
ِشاءت الاقدار وحكمة الخالق وعظمته أن يتوج الكون بجوهره نادره لامعه بضياءها ونورها الساطع بسماء الحياه ...
بل هي النبع الصافي ... بل هي البلسم الشافي... لأنهرالانسان ليروي عطشه لوجفت أنهار السلسبيل .
شاءت الاقدار وحكمة الخالق وعظمته ... أن تهدى البشريه أجمل وسام ... ليخفق لها القلب فرحا ...
شاءت الاقدار وحكمة الخالق أن ينام المرء بحضن دافئ وحضن يزداد له الشوق لأحتضانه .
لم يخلق آدم ليكن وحيدا ... بل خلقت حواء ونيسا ... تملأه بالحنان والعشق وتحيطه بنورها الفواض ...
نور ملائكي يزداد برعايه وخدمه وسهر الليالي لراحه البشريه ...مميزه كالنجم التي أبت السماء أن تتزين بها خوفا على نجومهابالأفول ...وأبى التاج أن يرصعها لكي لا تتساقط أحجاره الكريمه ... مميزه الجوهره النادره والمكرمه بين المخلوقات ...عززت ..
وأكرمت ..وعلا شأنها ... فأعلم أيها الأنسان وأشهد أيها المخلوق بأن جنة عرضها السماوات والارض ...
وضعت تحت أقدامها .
المرأه بميزان الحياه ... تلك الجوهره الخالده والثمينه عجزت كل الدنيا أن تثمنها ... فتحطمت آمال الموازيين
وتقلبت بها أموال قد صنعت ... وغابت الثروات التي خلفتها تغيرالطبيعه ... وانحلالات الزمن ...
فلن يقبل الميزان أنصاف الحسابات بين كنوز الكون وحكمه الخالق ...وتكريمه للمرأه .
فمن هي المرأه ... هي الأم والزوجه والأخت والبنت ... هي الحاضنه والمعلمه والمربيه الفاضله ..
هي المجتمع والمدرسه والحياه والملاذ الآمن لمن تاهت أقدامه عاجزه بين حطام الكوارث ...وأنكسارات الزمن ... وقسوة الحياه ... هي عين الحياه ...وهي المرآه الحقيقيه التي ينضر من خلالها المرء ...
أنشوده الفرح والعشق الدائم .
الأم ... المرأه الجميله التي تبصر عليها نور العيون ... وتستبق حاسة الشم متعلقه برائحه عطرها الفواح ...
حنانها وعطفها يعطيك أمل الحياه ... والبركه بدعائها يزيدك الطمأنينه والسكون ...النور الساطع لكل
البيوت أينما حل وأرتحل ...فهينأ لم سكن ذلك القلب وعش وسط مملكته فلن ينسى ذكراها ... لكن
الحسره والألم لمن عاش بعيدا عن طرف الامل يتيم الأم ...متلطما بين سكرات الحزن وجدار الصمت
بعيدا عن نور قد ينير حياته بالسعاده .
الزوجه هي المرأه التي يسكن بها قلب الرجل ليسعد ويتهيأ لرحله النجاح والراحه لبناء مستقبل باهر
مع أبناءه وسط أمان ومحبه تحكمه شموخ الزوجه الصالحه والمؤمنه لتقوي أركان المنزل وتنثر قطرات الفرح
على أعمدته... لتشهد لها زوايا المنزل على خطواتها المتسارعه للحفاظ على أسرتها .
الاخت هي الذكريات والطفوله الجميله هي خطوات التماسك ...لاتقاس أبدا بتغيرات الزمن والبعد الجغرافي
فمهما بعدت ستبقى ذكراها محفوره بقلب المرء ... لأمراه لم تفارق خطوات الأم لتتعلم معاني الحياه
وكل ماهو جميل لأشراقة الغد .
البنت هي الحب وهي الولهه وهي الغلا الذي زان قلب الأب وغيرت مسار حياته ... وحولت مفاهيم العمل وزادتها قوه ...لكن الخوف والقلل منذ الخطوات الاولى ...حتى يأخذ الاب بيدها ليزفها لفارس أحلامها بيوم الفرح والزفاف الميمون ...ليزيح به ستار الخوف منذ اللحظات الاولى داعيا متسمكا بالله ليحفظها من كل سوء وأن يسترها ...
لكي لا يتمزق القلب حزنا .
المرأه كما ذكرتها هي النعمه التي أنعمنا بها الله ... فرسالتي اليوم لها مغزى الدفاع عن الجنس اللطيف
قياسا بقهر الزمن ...وأنصافا للدور الكبير فلا تنسى أيها المخلوق بأنها خلقت منك وأليك ... وفأملئوها بقلوبكم ... وعيونكم واسكنوها بأرواحكم ... فاليوم أصبحت المرأه نصف المجتمع ...بل المجتمع بأكمله ... ساعدوها
وأطلقوا لها عنان الثقه بالعلم والعمل لخدمة البشريه والوطن ...لاتقفوا بطريقها بل زينوا لها دروب الأمل
بمايرضي الخالق ... بماء الذهب لتبقى الجوهره اللامعه تزداد رونقا وجمالا ... نتحدى بها دروب الألم .
(( الأم مدرسه اذا أعددتها ... أعدت شعبا طيب الأعراق ))