إن لكل إنسان مجال إشعاع يحيط به على هيئة رسم بيضاوي ، أعلاه عريض مقوس حول الرأس ونهايته عند القدمين ، وهو ما يسمى " بالمجال المغناطيسي " وسماه القدامى " أورا " وسماه مسمر "المغناطيسية" كما سماه جوسيو "الكهرباء الحيوانية" وقد سماه ريشنباخ "اللهب الروحاني " وأطلق عليه "دي روكاس" أي ( الإحساس الطليق) ، وعند الدكتور "بردوك " أي "أشعة الحياة" ، وقد ينتقل عن طريق النظر واليدين ، كما ينتقل عن طريق التنفس بطريقة خاصة ، وينتقل أيضا عن طريق الريق ، وهذا سبب استعمال اللعاب في كثير من أعمال الشفاء ، وهذا ما يسمى بالسيال مغناطيسي ، وكل شيء في الوجود له مجال مغناطيسي سواء في الجماد أو النبات او الحيوانات.
ومن سر السيال أيضا أن وجود تموجات تفسرها حواسنا بأنها صوت معين أو ضوء أو منظر، وهذه التموجات هي السيالات المغناطيسية ، فالسيال يحمل فكرة أو صورة أو رغبة ، فينطلق أولا عن طريق اليدين أو العينين ، كما ينطلق عن طريق الغدة االصنوبرية ، ولا يمكن أن يوجد سيال بدون فكرة معينة سواء كان مبعثها العقل الواعي أو الباطن - أي سواء كان صاحب السيال منتبها الى الفكرة أو لا.
فقد يوجه المعالج السيال وهو يضمر ويركز فكره على فكرة معينة ، وقد يجوز أن يوجه السيال بدون فكرة معينة بمجرد أن يكون هذا التوجيه جزء من طريقة تعلمها للعلاج أو للتأثير، وفي هذه الحالة لا يكون السيال خاليا من الفكرة المحددة، بل يكون محتويا على فكرة مبعثها عقله الباطن ، لأنها مكونة من اعتقاد وإيمان بأن فعله سيتسبب ظاهرة معينة أو أثرا بعينه ، ومعلوم أن الاعتقاد الراسخ يصبح إيحاءً قويا أ.هـ ( كتاب الشفاء بالتنويم المغناطيسي والطاقة الروحية ص 284 –291).
وفي وضع اليد فوائد كثيرة يذكرهـا الفلاسفة والأطباء في عدة كتب ، ويذكرون بأن كل فرد من البشري عنده قوة مغناطيسية داخل جسمه ، والمغناطيسية الحيوانية كما حددها فرانز انطون مسمر ( 1734- 1815م ) هي سيال رقيق جدا ينبعث من جسم الفاعل فيؤثر في المنفعل إما عفويا وإما بفعل لمسات أو إشارات أو نظرات أو كلمات معينة ، وإن موجات المغناطيسية الحيوانية هي سلبية وإيجابية ، وتكون لها شدة بنسبة ما للجسم الصادرة عنه من إرادة وحيوية وطاقة اهتزازية ، وإنها تنطلق عادة من كل الجسم وخصوصا من العينين واطراف الاصابع والدماغ والأنفاس ، فتنفعل في من توجه إليه بمقدار إرادة الفاعل واستعداد المنفعل وتجاوبه ، لأن الأجسام ليست سواء في الانفعال بالمغناطيسية الحيوانية أ.هـ ( [1] انظر البدائل العلاجية صفحة 319).
ولقد ثبت أن السيال المغناطيسي يمكن أن يقاس بطرق وأجهزة مختلفه ، وقد ظهر أن سيالات اليد اليمنى أقوى من اليسرى بثلاث مرات ، وفي أماكن مختلفه من العالم توجد جماعات تسمى بجماعات الشافين ، وفي بعض المجتمعات القبلية كانوا يسمون هؤلاء الأفراد بالشامانات ، وتطلق كلمة الشافين على المعالجين بتقريب اليد ، ويتفقون من حيث الاعتقاد بوجود طاقة شفائية ، البعض يراها كسيال رقيق ينساب من أنامل الشافي.
ويزعمون أن هذه الطاقة تزداد في رجال الدين أكثر من غيرهم على حسب زعمهم ، ويقول صاحب كتاب الشفاء بالتنويم المغناطيسي والطاقة الروحية: ومن المدهش والغريب أن الأناني المحب لذاته ، الخالي من كل شعور بالإنسانية لا يصلح أن يكون معالجا ناجحا.