مهارات الاتصال بين الأزواج.. وكيفية تطويرها! في دراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية توصل الباحثون إلى أنه بالإمكان تطوير مهارات الاتصال بين الأفراد بحيث يصبح الحديث بين الزوجين اكثر ودية وغنى و تعاطف وبالنتيجة اكثر فائدة.
الدراسة تشير إلى أن ضعف الاتصال هو جذر معظم المشاكل الزوجية و خاصة المشاكل التي أصبحت عصية على الحل بسبب قدم جذور هذه المشاكل و التي قد تعود إلى بدايات العلاقة الزوجية.
طبقا للدراسة فإن أدمغة البشر تقوم بتحليل نفس المعلومة بخمس طرق مختلفة، مما يعني انك إذا كنت تقوم بتحليل المعلومة بإحدى هذه الطرق فإنك تكون ضعيفا في الأربع طرق الأخرى مما يفسر الكثير من سوء التفاهم الذي يحصل بين الأزواج. إذ قد يكون كل طرف يتعامل مع نفس المعلومة بطريقة تختلف عن الطرف الآخر.
بالإضافة إلى هذه الحقيقة العلمية فإن البشر يميلون إلى سماع الجزء الذي يريدون سماعة دون الإنصات لكل ما يقال. هذا الإنصات الجزئي غالبا ما يحدث عندما يكون الحديث ذو طابع جدي ودقيق وحساس. وتخلص الدراسة إلى أن مفتاح الاتصال الأمثل هو محاولة إدراك وجهة نظر الطرف الآخر و محاولة تفسير ما يحاول قولة من وجهة نظرة هو وليس من وجهة نظرك أنت.
المفتاح الآخر هو التوقف عن لوم الطرف الآخر ومحاولة إدراك حجم مساهمتك أنت في المشكلة. بهذه الطريقة سيتغير رد فعل الشخص المقابل لأنه سوف يبدأ بالإدراك انك تسعى لإيجاد حل حقيقي للمشكلة وليس التركيز فقط على أخطاء الطرف الآخر.
بهذه الطريقة يصبح الحوار مع الطرف الآخر اكثر سلاسة و اقل حدة مما يعكس جو اكثر ودية للوصول إلى حل للمشاكل الزوجية بطريقة حضارية تنأى بالزوجين عن الإسفاف و التركيز على العيوب الشخصية.
ومن الجدير بالذكر، أنه وفي الوضع العادي التقليدي حين ينشب الخلاف بين زوجين، سوء فهم، اكتشاف عدم وجود أشياء مشتركة بينهما، أو مواجهة تحديات وعدم القدرة عليها فإنهما يظنان بشكل غريزي بأن علاقتهما لا يمكن أن تستمر وأنهما مختلفان تماما.
لكن بعض الأزواج يقفون على النقيض تماما من هذا المفهوم حين أنهم يعتبرون الخلافات بين الزوجين نقطة مضيئة يمكن أن تقود إلى الحب الحقيقي.
فبالالتزام، الشجاعة والإرادة القوية على استبدال أنماط السلوك الغير سليمة بين الزوجين بخيارات صحية يستطيع الشخص تعلم كيفية تحويل الخلافات إلى عوامل مساعدة للتقدم والنمو بدل أن تصبح تربة خصبة للمتاعب. وبحسب مجلة نيو إنتماسي فإن الخلافات بين الأزواج يمكن أن تصنع من الأعداء محبين.
ومن الأساليب التي تجعل الزوجين يواجهان الخلافات بينهما بدل الهروب إلى الوراء خطة تتألف من تسع خطوات من شأنها تمكين الزوجين من اكتشاف طريقة جديدة للبقاء معا والتوصل إلى قرار يرضي كليهما.
لذا فإن كل ما يحتاجه الشخص هو التحدث إلى نصفه الآخر حول المشكلة والإصغاء مليا وباحترام حقيقي إلى وجهة نظر الشريك… وفيما يلي ملخص لهذه الخطوات:
-تحديد القضية المختلفة عليها والتي تزعجك بالتفصيل قدر آلامكن.
-الإحساس بالمشاعر وتوصيلها بكل أمانة وبطرقة منفتحة قدر المستطاع.
-تذكر انك تهتم بالشريك الآخر وأن العلاقات المستمرة بينكما مزيج من الفسيفساء المكون من العديد من الأجزاء الصغيرة، وأن علاقتك مع شريك حياتك أهم من أي شيء آخر.
-الحذر من التخريب الذاتي حيث أن على كل من الزوجين معرفة ما يدور بداخلهما وأن لا يسمحا لنفسيهما بالقيام بتصرف سلبي أثناء الأوقات الصعبة بينهما.
-تغيير طريقة التفكير والانفتاح على الحقيقة القائلة بأن أية قضية يمكن فهمها بطرق مختلفة وبغير ذلك فإنك ستستمر في الانغماس في الخلافات والصراعات الزوجية.
-تحمل المسؤولية الشخصية وسؤال الذات عن الطريقة أو الطرق التي من شأنها دفع الزوج أو الزوجة إلى إغضاب أحدهما للآخر.
-يجب تذكر أن الشريك الآخر ليس أنت. كذلك يجب العلم بأن قراراتك بشأن خلافاتكما لن تحترم دون الشعور مع الطرف الآخر.
-على الزوجين أن يكونا خلاقين من الناحية الإدراكية وعليهما أن يضعا كل منهما في ضمير الآخر. كذلك يجب تقدير خبرة الطرف الآخر في طرق تختلف عن طرقك.
-على الزوجين أن يسعيا لحلول معا وعليهما آنذاك تذكر أنهما شخصان مختلفان وأن القرارات يجب أن تكون منصفة لكليهما.
كذلك يجب العلم أن هذه القرارات لا تعني أن أحدهما قد كسب المعركة بل إنها مجرد عملية ملؤها الاحترام والمودة، النمو والظهور أمام الناس.
ويجب الحرص من الاعتقاد الخطير بأنه إذا كان أحد الطرفين يواجه صعوبة مع الآخر فإن علاقتهما في مأزق، ينبغي على الشريكين في هذه الحالة أن يعلما أن علاقتهما بحاجة إلى تجديد. ولا يوجد أفضل من الخيال الرومانسي لإصلاح هذه العلاقة وإعادة الأمور إلى نصابها والى حياة ملؤها السعادة والحب.