داووا مرضاكم بالصدقة
لقد تفشت الأمراض وتنوعت في هذا الزمان واستعصى بعضها على الأطباء رغم وجود العلاج إذ ما جعل الله داء إلا جعل له دواء لكن جُهلَ لحكمة أرادها الله ولعل من أكبر أسباب هذه الأمراض المعاصي والمجاهرة بها
يقول تعالى: (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ )) ومنها امتحان الله لعباده في هذه الدنيا.
ولما رأيت المرضى يصارعون الألم وأصحاب الحاجات يكابدون الآهات ويطرقون كل الأبواب ويفعلون كل الأسباب وقد تاهوا عن باب رب الأرباب وسبب القاهر الغلاب كانت هذه الكلمات أهديها لكل مريض.
أخي المريض: سأعطيك دواء ناجحاً يريحك بإذن الله من معاناة سنين إنه موجود في قوله صلى الله عليه و سلم : "داووا مرضاكم بالصدقة" (حسنه الألباني في صحيح الجامع).
نعم يا أخي إنها الصدقة بنية الشفاء ربما تكون تصدقت كثيراً ولكن لم تفعل ذلك بنية أن يعافيك الله من مرضك فجرب الآن ولتكن واثقاً من أن الله سيشفيك أشبع فقيراً أو اكفل يتيماً أو تبرع لوقف خيري أو صدقة جارية.
إن الصدقة لترفع الأمراض والأعراض من مصائب وبلايا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج بالأدعية الروحية والإلهية وكان السلف الصالح يتصدقون ويخرجون من أعز ما يملكون
فلا تبخل على نفسك إن كنت ذا مال ويسار فهاهي الفرصة قد حانت.
عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد من العمر" ( رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن).
وفي حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال – يعني النبي صلى الله عليه وسلم
" ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" ( كتاب الترغيب والترهيب - إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما)
فهذه الأحاديث الكريمة تبين أن الصدقة تبعد عن الإنسان غضب الله تعالى، فإذا زال الغضب حلت رحمة الله تعالى بالعبد، وإذا كانت الصدقة تطفئ الخطيئة، وتزيلها من صحيفة العبد، فلا يبقى الإ طاعته وعبادته،
فيرحمه الله تعالى، ويزيل عنه برحمته وكرمة وفضله ما حل بالإنسان من مرض، أو بلاء، أو مشقة، فالصدقة باب لذلك وسبب له.
وقد ذكر الإمام المنذري في كتاب الترغيب والترهيب. هاذه الحكايه:
قال: " عن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت ابن المبارك، وسأله رجل: يا أبا عبد الرحمن. قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنوع العلاج، وسألت الأطباء، فلم انتفع به ،
قال: اذهب، فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء، فأحفر هناك بئراً، فإني أرجو أن تنبع هناك عين، ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل، فبرأ) (رواه البيهقي).
وأظن ليس منا أحد إلا ويعلم أن رجلاً أو رجالاً شفاهم الله تعالى مما هم فيه من الأمراض والأسقام بسبب صدقة تقدم للفقراء والمساكين، فهذا سبيل من سبل الشفاء
على المسلم أن يسلكه إذا نابه شيء من البلاء عافانا الله وإياكم
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين يدلنا على سبل الشفاء، وطرقه المتنوعة، فأحياناً يكون بالقرآن الكريم، وتلاوته،
وأخرى يكون بدعاء وارد من سنته، وأخرى بالصدقة، وكل ذلك حق وواقع لا مرية فيه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.