أن تكون نحيفا لا يعني انك غير سمين
بحث اجري في بريطانيا يشير بان كون الشخص نحيفا لا يمنع كونه سمنين من الداخل!" النحفاء السمناء من الداخل" أقل صحة مقارنة بالسمناء النشيطين جسمانياً
ميخال جيلون
10.04.2008
21.04.2010
خلص بحث اجري في بريطانيا بمشاركة 800 شخص إلى النتيجة بان حقيقة كون اشخاص نحفاء لا يدل على كونهم غير سمنين من الداخل!" النحفاء السمناء من الداخل" أقل صحة مقارنة بالسمناء النشيطين جسمانياً.
قبل أن تستعرض البحث من المهم التشديد على أن تراكم الدهن داخل الجسم يمكن أن يسبب لمشاكل صحية، ولذلك الأهم هو ماذا لديك بالداخل وليس ما نرى بالخارج.
وعلى هذا الوضع يطلق Tofl اختصار للكلمات Fat inside, Thin outside إي نحيف من الخارج وسمين من الداخل.
تراكمات الدهن الداخلية , مثل الدهن الذي يحيط الأعضاء الرئيسية( القلب , الكبد, البنكرياس) ، يمكن أن تكون خطرة جدا مقارنة بالتراكمات الدهنية الظاهرة, التي تتخزن تحت الجلد.
قامت جموعه البحث برئاسة البرفسيور جيمي بيل من كلية ايمبرال في لندن قامت منذ 1994 بتنفيذ مسح MRI في وسط 800 شخص تقريباً، وذلك من اجل فحص الأشخاص والتراكمات الدهنية داخل أجسامهم والتوصل للنتائج فيما يتعلق بمبنى الدهن داخل جسم الإنسان.
أتضح للباحثين أن الأشخاص الذين يحافظون على أوزانهم بمساعدة الحميات الغذائية, لكن دون القيام بنشاطات جسمانية معرضين لاحتمالات مرتفعة جداُ للامتلاء بتراكمات ذهنية داخليه, على الرغم من كونهم يعتبرون من ناحية الوزن نحفاء.
وحسب تلخيصات البرفسور بيل, فان كل وجهات النظر حول" أن تكون سمينا" تحتاج للبحث من جديد. الأشخاص النحفاء الذين هم " سمناء من الداخل" لا يظهرون" علامات التحذير" الخارجية مثل الكرش أو الأفخاذ الممتلئة. هم وأيضا بعض الأطباء يدعون بالخطأ بأنهم محميين من زيادة الدهون وذلك بسبب كون أوزانهم سليمة.
في الواقع, لهؤلاء الأشخاص لا يوجد ضمان من عدم تطور السكري ولا من مسببات الخطر الأخرى مثل تصلب الشرايين وتطور أمراض القلب.
ووجد البحث لدى %45 من النساء و %60 من الرجال مؤشر كتلة الجسم BMI , سليم بقيم 20-25 ولديهم زيادة في الدهن الداخلي.
والمفاجأة الأخرى كان وسط العارضات المهنيات حيث وجدت لديهم ايضا تراكمات دهن داخلية بمعدل مرتفع.
وأضاف طاقم البحث أن الأشخاص النحفاء ذوي تراكمات دهنية داخليه يعتبرون على حدود السمنة, أي أنهم يكونون أبعد من التعريف العلمي " زيادة وزن" (التصنيفات الدارجة هي" تحت الوزن الطبيعي", " الوزن الطبيعي" ," زيادة وزن"," سمنه"," سمنه زائدة", " سمنه متطرفة") وذلك بسبب كونهم يأكلون غذاء يحوي دهنيات وسكريات كثيرة ويقومون بتنفيذ القليل من النشاطات الجسمانية.الدهن لديهم يتراكم في الداخل ولكنهم لا يأكلون كفايةً من أجل أن يسمنوا خارجياً.
الدهن الداخلي يؤثر على الاتصالات الداخلية للجسم وذلك بسبب كونه يرسل حسب تفسير الباحثين إرشادات وأوامر كيمائيه خاطئة التي تسبب للأعضاء مثل الكبد, البنكرياس أن تزيد من تراكم الدهن بداخلها.هذا التراكم يؤدي إلى مقاومة الأنسولين, مرض السكري وأمراض القلب.
المقياس المتبع والمعروف اليوم لقياس زيادة الوزن والسمنة هو مؤشر كتلة الجسم BMI الذي يحسب بواسطة قسمه الوزن( بكيلوغرامات) على الطول بالأمتار. ال BMI هي طريقه سهله للحساب, والقيم الأعلى من 30 وجدت أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة, والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
مؤشر ال- BMI لا يفرق بين رجال ونساء, يفتقد للقدرة على التفريق بين انسجه العضلات وانسجه الدهن في الجسم وأيضا لا يهتم للتوزيع الدهن في الجسم.
في اغلب الحالات, زيادة الوزن تنبع من زيادة في نسيج الدهن, لكن بالنسبة للرياضيين الأمر غير صحيح. مثلاً رافعي الأثقال يعرفون حسب ال BMI بأنهم يعانون من زيادة وزن أو سمنه, على الرغم من أنهم غير سمينين بتاتاً وزيادة الوزن النسبية عندهم تنبع من كتلة العضلات الكبيرة.
من المعروف في هذه الأيام أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لكن نشيطين جسمانياً يقدر أن يكونوا أكثر صحة من أشخاص نحفاء غير نشيطين جسمانياً. مثلاً مصارعي السومو يمكن أن يكونوا سليمين أكثر من المشجعين النحفاء . أن هؤلاء المصارعين لديهم دهن كثير لكنه يتراكم تحت الجلد وليس حول الأعضاء الأساسية والعضلات.
وبشكل عام فهناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة حول للدهن .
الأخبار السارة
يمكن التخلص من الدهن الداخلي بمساعدة نشاطات جسمانية وتغذية سليمة وإذا أردتم أن تكونوا نحفاء فالحميات الغذائية تفي بالغرض لكن إذا أردتم أيضا يكونوا أصحاء الجسم فمن المهم الاهتمام بالنشاطات الجسمانية.
ميخال جيلئون هي أخصائية تغذية سريرية في مركز شنايدر لطب الأطفال من مجموعة خدمات الصحة الشاملة كلاليت