الجامحة
عدد الرسائل : 37 البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2009
| موضوع: المطر .. ودروس عنه الأربعاء ديسمبر 09, 2009 6:56 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيرا ً طيباً
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعــــــــــــــــــــــــــــــــــد:
فلا يخفى علينا جميعاً ما حصل لنا في مدينة جدة من الفاجعة العظيمة في الأنفس والأموال والممتلكات
وكل منا يشعر بأن هذا الفقد عمّنا جميعاً فالمؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ما هي الدروس والعبر من أحداث المطر؟؟؟؟
إنها كثيرة أعدّ منها ما يلــــــــي :
1- الفوز بالجنة لمن مات غريقاً بإذن الله ، والأجر العظيم لمن صبر واحتسب لفقده عزيز.
قال تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)2- الرجوع لله بالتوبة والإنابة فإن المصائب ما نزلت إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة.
قال تعالى {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}
وعن أم مسلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده". فقلت: يا رسول الله أما فيهم صالحون؟ قال: "بلى" قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: "يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".
صححه الألباني رحمه الله.
قال القرطبي -رحمه الله-:فإن قيل: فكيف يعُم بالهلاك مع أن فيهم مؤمناً ليس بظالم, قيل: يجعل هلاك الظالم انتقاماً وجزاءاً, وهلاك المؤمن معوضاً بثواب الآخرة.
فما الذي سبب إخراج الأبوين عليهما الصلاة والسلام من الجنة ،دار اللذة والنعيم إلى هذه الدنيا دار الآلام والأحزان؟
وما الذي سبب إخراج إبليس من ملكوت السماء ،وصيره طريداً لعيناً مصدراً لكل بلاء في الإنسانية؟
و لماذا عم الغرق قوم نوح حتى علا الماء رؤوس الجبال؟
ولماذا سُلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم كأنهم أعجاز نجل خاوية؟
وما السبب في إرسال الصيحة على ثمود حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم؟ ولماذا قلب قرى قوم لوط بهم فجعل عاليها سافلها وأتبعهم بحجارة من سجيل؟
وما الذي أغرق فرعون وقومه ،وخسف بقارون الأرض ،وما الذي هد عروشاً في ماضي هذه الأمة وحاضرها طالما حُميت.
إنه الذنوب والمعاصي.
ولنحذر أن نكون ممن أنسلخ من قلبه استقباح المعصية ، فتصير له عادة ، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه ، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يكن يعلم أنه عملها ، فيقول : يا فلان عملت كذا وكذا ، وهذا الضرب من الناس لا يتعافون ، وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب .
3- شكر النعم التي نعيشها وعدم البطر عليها وعدم النظر لأهل الكفر نظر التمجيد واحتقار ما نعيشه من خير وأمن .
قال تعالى (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) . فلباس الخوف الذي نعيشه هذه الأيام أحد أسبابه كفر النعمة وهذا الكفر من الكفر الأصغر الذي يعاقب صاحبه ولا يخلد بسببه في النار.
4-إظهار شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنها قلّت في هذا الزمان من الناس وأصبحوا يتهربون من هذا الواجب بحجج واهية ، وهذا أحد أسباب العقوبات.
قال صلى الله عليه وسلم:
(والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم)
حسنه الألباني رحمه الله
5- أن يعرف الإنسان حقيقته وضعفه، فكل الأسباب المتطورة لا تستطيع أن تقاوم أمر الله، وهذا ما شاهده الكل بأم عينه وعلى هذا فمن هو خائف هذه الأيام من بحيرة المسك ينبغي أن يجمع قلبه على التوكل على الله وحده واعتقاد ضعف البشر وحلولهم فإذا أراد الله أمراً لن يقف أمامه كل البشر وليس بعضاً منهم ، وهذا لا يعني عدم المطالبة بالحلول وأخذ الحيطة والحذر فهذه أمور مفروغ منها ولا تنافي التوكل على الله لكن ينبغي أن نكون صادقين مع أنفسنا ، هل قلوبنا معلقة بالله متوكلة عليه مفتقرة إلى الله ؟ أم متعلقة بالحلول المطروحة ؟
قلبك هو الفاصل.
7-حقيقة الدنيا وأنها زائلة وأن الباقية هي الآخرة.
قال تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
6-إظهار وفضح فساد من ولاه الله مصالح الأمة فضيعها.
ولنكن جريئين في الاعتراف بظهور الفساد وانتشار الذنوب والمعاصي، فكما نطالب غيرنا بإصلاح ذنبه في هذه الكارثة وتحمل مسؤولية إهماله ، فليعترف كل منا بذنبه ولنعد لله فالله سبحانه يقبل توبة عبده مهما بلغ ذنبه.
ولنحذر أن نكون ممن قال الله فيهم (( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون - فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )). 7 - استشعار حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود : (( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ))
واستشعار مسألة الموت بغتة وضرورة الإستعداد للقاء الله
8- اليقين بمسألة أن المصائب إنما هي من ذنوبنا وأن هذا لا يتعارض مع مسألة وجود أسباب مادية بل يتفق معها فها نحن سنوات نرفل في أثواب العافية تأتي الأمطار وتذهب ولا يمسنا شيء وما هذا إلا لحفظ الحفيظ لنا أما وقد عصيناه وجاهرنا بذلك وأغضبناه وتقاعسنا عن الدعوة إلى دينه فما حصل لنا إنما هو مما جنته أيدينا فما نزل بلاء إلا بمعصية ولا رفع إلا بتوبة فاللهم تب علينا وارحمنا وعاملنا بعفوك لا بعدلك ..
أســال الله أن يرحــمنا برحمــته .. | |
|
شوق الاماكن
عدد الرسائل : 139 الموقع : hawaae العمل/الترفيه : hawaae البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: رد: المطر .. ودروس عنه الأربعاء ديسمبر 09, 2009 12:11 pm | |
| هذا ابتلاء من الله ربي يجعل اللطف في قضاء ويعطي الصبر لاهلنا في جدة وعوض عليهم بالخير شكرا اختي على الموعضة | |
|
سامية حواء Admin
عدد الرسائل : 2344 العمل/الترفيه : رئيسة جمعية حواء الغد المزاج : من الحامدين الشاكرين البلد : السٌّمعَة : 23 تاريخ التسجيل : 26/09/2008
| موضوع: رد: المطر .. ودروس عنه الخميس ديسمبر 10, 2009 3:32 pm | |
| _________________ لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!
| |
|