العولمة ...هل هي خطر يجب التصدي له أم هي فرصة يجب استغلالها؟؟؟

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

أعزائي الأعضاء مرحبا بكم معنا

اختلف الكثير من المفكرين و الإقتصاديين في تعريف هذه الظاهرة وأقول الإقتصاديين كونها تشمل الجانب الإقتصادي أكثر من أي جانب و أقول المفكرين لأنها تعدت الإقتصاد إلى كل جوانب الحياة

فهناك من عرفها على أنها

" تطوير جوانب الحياة و توفير السلع و الخدمات بأعلى جودة للمستهلك أحسن من ذي قبل لتزيد حرية الإختيار عند الفراد و المجتمعات"

و هنالك من قال أنها

"حركة لتنقل الأشخاص و الأموال و الأفراد عبر دول العالم "

و هناك من عرفها

" على أنها جعل العالم قرية صغيرة أي "عولبة العالم " أي جعله علبة صغيرة"

و أيضا من يرى أنها

" انفتاح الأسواق التام و عدم تدخل الحكومات فيه فالبقاء للذي يعمل"

و كذلك

"أنها امتداد للنظام الرأسمالي و هي رسملة العالم وهي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور النظام الرأسمالي أي ما يسمى بالرأسمالية الإمبريالية التي يسيطر فيها الغني و القوي اقتصاديا على الضعيف بإقتحام أسواقه" ... إلى غير ذلك من التعاريف المتضاربة في ظاهرها و باطنها بين مؤيد و معارض

و في الحقيقة العولمة فرصة و خطر في آن واحد فهي فرصة للدول الغنية و ذات الإقتصاد القوي للولوج إلى دول العالم الثالث بأكثر قوة من ذي قبل و خلق أسواق جديدة لسلعها و كذا السيطرة المباشرة على إقتصادات هذه الدول , وبالسيطرة على الإقتصاد فإنه لا يخفى على أحد سيؤدي إلى السيطرة على القرارات السياسية وهذا يهدد سيادة الدول الضعيفة إقتصاديا .

و من أهم مظاهر العولمة هي الشركات المتعددة الجنسيات التي تدخل كالسم في جسد الدول الفقيرة المهلهلة أصلا فنرى في أيامنا هذا نشاط هذه الشركات في مجالات عدة أهمها أكيد التي تدر عوائد مالية كبيرة كالنشاطات البترولية و الصناعية و الخدماتية ..... وغيرها

و في الجهة المقابلة كما سبق و أشرنا فإن العولمة تشكل خطر على إقتصادات الدول المتواضعة إقتصاديا لأنها بهذا الشكل تقدم إقتصادها على طبق من ذهب لتلك البلدان الثرية و تخلق منافسة غير شريفة بين شركات أجنبية قوية و مؤسسات محلية متواضعة لا تقوى على المنافسة و هذا ما يِدي بنا إلى مشاهدة عمليات الإفلاس بالجملة و طرد العمال خاصة في البلدان الأقل تصنيعا للمؤسسات الوطنية في ظل العولة الإمبيرالية

فالعولمة لها وجهان متناقضان وجه وديع و وجه مدمر و هي في الحقيقة طعم للدول المتخلفة و العربية للسيطرة على إقتصاداتها ثم السيطرة على القرارات داخل تلك البلدان