دعاء الروح
عدد الرسائل : 337 الموقع : net العمل/الترفيه : nnnnnnn البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: السعادة كرة نجري وراءها ما دامت تجري، الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 3:34 pm | |
| السعادة كرة نجري وراءها ما دامت تجري، يقول الكاتب الألماني الشهير [size=21]"غوته"السعادة كرة نجري وراءها ما دامت تجري، وندفعها بعيداً بأقدامنا حين تقف، فلنحاول على الأقل أن نتعلم كيف نلحق بهذه الكرة حين تجري وكيف نحتفظ بها حين تقف".
السعادة إذن فن يحتاج إلى دراسة وفهم، فهي حالة نفسية قد تتوافر ونحن أبعد ما نكون عن آمالنا التي قد تتبخر حين نبلغ مشارفها ونمسك بأطرافها بين أيدينا.
السعادة فن من أهم فنون الحياة..
يؤكد عدد من الأطباء النفسيين ان "السعادة فن من أهم فنون الحياة فهو الهدف الذي ينشده الجميع، فكما أن هناك فن الحب، وفن الزواج، وفن الحياة العائلية، وفن الصداقة وفن العمل، فإن الإنسان ينبغي أن يكون سعيداً لأن السعادة تعتبر غاية كل إنسان وقبلته الأولى
وهناك عدة عوامل يمكن ان تؤثر على سعادة الانسان لتجعله تعيسا,فاحيانا يسعى الشخص الى عمل ,ولكنه
يخفق في الحصول عليه، وأغلب هذه التعاسات التي يتأثر بها الإنسان غير حقيقية، يخلقها في تصوره، وينبغي أن يسأل الإنسان نفسه : ما الذي يشقيه حين تكون آماله غير ميسوره التحقق ? فالإنسان يشقى لأنه يستسلم للتراضي أو الإهمال الذي أدى إلى فشله في الماضي، ثم يبدأ بالتفكير في الأوهام حول الدسائس التي يمكن أن يقوم بها خصومه لعرقلة نجاحه في المستقبل، ولو حسب تفكيره في إدراك الحاضر إدراكاً دقيقاً، لنتج عن ذلك حال يبعث على الرضى التام
وينصح علماء النفس الأشخاص الذين يعيشون تحت ضغط متاعب موهومة أن يتبينوا موضوع رغباتهم بكل وضوح ومن دون تزييف، فمثلاً قد يرغب الشخص في أن يكون حاكماً، أو مديراً ولكنه يفشل، وقد يترتب على ذلك انه لن يغدو مضطراً لأن يقضي يومه كاملاً في مقابلة أناس لا يرغب في مقابلتهم ولن يتحمل مئات المسائل التي لا يتسع وقته لينظر فيها، ولن يتعرض لمعارضه خصوم يفتشون في حياته الخاصة عن نواح يستمدون منها مادة لاتهامه بما لم يرتكب بل إن بالفشل قد يأخذ الإنسان إلى حياة هادئة مطمئنة ويمكنه من الاستمتاع بوقته، مما يتيح له أن يتجاذب الحديث مع أصدقائه
ويعتبر الملل من أكثر أسباب الشقاء شيوعاً بين الأغنياء الكسالى، بينما قد يعاني الفقراء عناءً شديدا ولكنهم لا يشعرون بالملل على الإطلاق أما الأغنياء من الرجال والنساء فيصيبهم الضجر لأنهم دائماً متفرجون على مسرح الحياة.
ويشدد علماء الاجتماع على أن من أهم واجبات الإنسان إذا ما تحققت السعادة له، ألا يفرط في الفضائل والعوامل التي ولَّدت له هذه السعادة لأن الكثير من الرجال والنساء ينسون في غمرة نجاحهم : الحكمة، الاعتدال، الرأفة، والكرم، وهي الأسباب التي أدت بهم الى النجاح فيتكبرون وينتفخون غروراً، وسرعان ما يصبحون غير أهل لما أصابهم من حظ سعيد وتراهم يدهشون حين يتبدل سعدهم من طيب إلى سيئ.
وربما يكون من أخطر العقبات في سبيل السعادة ما يصحب الإنسان في عصرنا هذا من بلبلة وتشويش حين يحاول وهو مليء الذهن بالمذاهب والنظريات الحديثة المبهمة أن يحلل ويعلل الإحساسات الحقيقية التي تمر به، ومما لا شك فيه أن الإنسان المتحضر والمتمدن ليس سوى ببغاء يعيش أسير ثرثرته ولا يكف عن الإيحاء لنفسه بما لا يشعر به فعلاً من عواطف الحب والكراهية، وما السعادة إذا ما حللناها إلى عناصرها الرئيسية إلا ألوان من الكفاح والأسى، يتخللها ذلك الأسير السحري الذي يسكب فيها كل متعتها وهو الأمل.
.
هناك أربع صفات ونصائح يجب أن يتبعها الإنسان حتى يستطيع أن ينشئ نفسه وشخصيته من جديد وهي :
أولاً : العمل، يقول شيللي : " إن سعادة التعس تكمن في العمل " فالتفكير العقيم الذي لا يُفضي إلى عمل، يقود دائماً إلى الشقاء، لأنه يولد الشك والحيرة بينما العمل - أي عمل يناسب الشخص كفيل بإسعاده، وفي هذا يقول برتراند راسل: "حين أصغي إلى مناقشات أصدقائي الأذكياء المثقفين أغدو متشائماً، ولكني عندما أتحدث مع بستاني بسيط أشعر أن الحياة تستحق أن نعيشها " فحتى العمل الذي لا يؤدي إلى نتائج إيجابية كممارسة الفنون والألعاب له فائدة عظيمة.
والعلاقة بين العمل والسعادة وثيقة إلى الدرجة التي تحتم على المرء ألا يتقاعد تقاعداً كاملاً يوماً ما، فإذا ترك العمل الذي قضى فيه حياته لأنه بلغ سن التقاعد وجب عليه أن يبحث عن عمل آخر مهما قل شأنه، أو أن يتخذ لنفسه هواية، أو يقبل على دراسة جديدة، أي انه يجب أن يعمل شيئاً على أي حال، فهذه فرصته الوحيدة كي يبقى محتفظاً بشبابه.
ثانياً: لا تفرط في التأثر من أعماق قلبك لكل ما لا يتوقف أمره عليك، فمثلاً قد تقول كم أنا مستاء مما يجري في البلد الفلاني، أو ماذا يمكن أن نفعل من أجل البلد الفلاني، أو أن حالة البلد تقلقني وتسلبني النعاس... الخ ولكن في الحقيقة أنت لست وزيراً ولا عضواً في مجلس الأمن فمن الأفضل أن تدع ذلك لمن هم في مراكز تتيح لهم أن يلموا بشؤون البلد وأن يعملوا من أجلها، وليس معنى هذا أن لا تحيط علماً بالأمور، بل يكفي أن تلم بها إلماماً بسيطاً، أما المهمة الرئيسية فهي أن تكون مواطناً صالحاً في محيطك الخاص، فإذا أديت مهمتك على خير وجه فإن بلدك يبقى بخير.
ثالثاً: تذكر أن تنسى... عش في الحاضر ودعك من الماضي، فهناك الكثير من الرجال والنساء يعيشون سعادة إذا لم تخالجهم ذكريات تعسة، وكم من أزواج وزوجات يفسدون حياتهم المشتركة بتذكر الأحقاد القديمة وتجديدها عند كل مناسبة أو أبسط عتاب، بينما يجدر بكل شخص أن ينسى ويصفح، فالذي يحسن الكراهية يكرهه الناس والذي لا يصفح إنما يجمع حوله الأعداء، والعاقل من يعش في اللحظة الحاضرة.
رابعاً: لا تسرف في استباق الحوادث، فأن تكون بعيد النظر شيء محبب، ولكن لا تغال فيه أكثر من اللازم خصوصاً وأنك لا تستطيع أن تتوقع كل شيء، وقد صدق شكسبير حين قال: "ما لا نتوقعه هو الذي يقع دائماً " ونحن لا نجهل المستقبل فحسب، بل حتى لو صدق حدسنا ووقع ما انتظرناه فإن نفس الأشياء التي توقعناها قد يكون لها علينا تأثير مخالف للذي كنا نحسبه، وهناك البعض من يعيشون في فزع من حادث سيارة أو طائرة، في حين أن الحادث الذي يخشونه قد يقع لهم، لكن الوقت لن يتسع لهم حينها كي يحسوا بالخوف، فالأمر يبدو لخيالهم من بعيد مرعباً، ولكن عند حدوثه لا يكادون يشعرون به، وقد يقول البعض: من المتعذر أن يجد الإنسان السعادة في أعماق نفسه، ومن المستحيل أن يجدها في الظروف الخارجية. ولكن فلنحاول أن نجدها في أنفسنا فقد أثبتت تجارب الكثير من الحكماء أن هذا أمر ممكن
منقول[/size] | |
|
مارية
عدد الرسائل : 683 العمر : 58 العمل/الترفيه : استاذة البلد : السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 02/04/2009
| |