قال تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم
(أو كالذي مر علي قرية وهي خاوية علي عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر الي طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الي حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الي العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم ان الله علي كل شيء قدير) البقرة 259
وقال تعالي
وقالت اليهود عزير ابن الله) التوبة 30
واليك قصة عزير علي حقيقتها والله أعلم
اسمه عزير بن جروة نشأ في بني اسرائيل يهوديا موسويا صالحا عميق الايمان سامي الخلق والخلال مشهورا معروفا قد حفظ التوراة التي انزلت علي موسي عليه السلام حفظا متقنا فانطبعت حروفها علي صفحة قلبه بمداد من الصدق واليقين ومما اشتهر به عزير انه كان حكيما في قوله ومنطقه ومرجعا للناس يعتمد عليه ويوثق به ويفتي بالقول الفصل
وكان لعزير بستان من ثمار وفاكهة يتعهده ويرعاه فخرج ذات يوم راكبا حماره قاصدا بستانه ومعه طعامه من عنب وتين وخبز جاف ثم ترك حماره وطعامه وذهب للعمل وبعد ساعات ذهب ليستريح ويأكل فجاء بالطعام فعصر العنب وكسر الخبز ثم تركه وجلس في ظل شجرة واسند ظهره اليها ومد رجليه الي سو بجانب البستان ثم تذكر القرية التي كانت هنا وقال في نفسه
وتحركت فيه بواعث الايمان بعظمة الله وقدرته فقال في اعجاب واكبار
انى يحيي هذه الله بعد موتها) قال ذلك متسائلا عن الكيفية والصورة وليس عن الحقيقة والأصل فقد كان مؤمنا بأن الله
علي كل شيء قدير
فأرسل اليه ملك الموت وأماته مائة عام في مقامه ومكانه وعلي نفس الصورة ثم احياه(بعثه)
وخلال المائة عام ماتت اجيال من بني اسرائيل في بلده وولدت اجيال وتغيرت معالم ثم سأله الملك (كم لبثت) فنظر عزير الي ظل الشمس وقال
لبثت يوما) ثم تأكد من انها مازالت قائمة لم تمل نحو الارض فقال
أو بعض يوم) فقال له الملك
بل لبثت مائة عام)
وقال له
فانظر الي طعامك وشرابك لم يتسنه) وبدأ الاعجاب في قلب عزير ينمو ويرتقي ويحلق في حماره فبادره الملك(وانظر الي حمارك) ( ولنجعلك آية) وليس هذا فقط بل ( وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما)
وكان لايمان ذلك العبد الصالح وقصته وما يحمله لنا القرآن الكريم من عجائبه التي لا تنقضي
عبرة وعظه وآية للناس في عصره وفي ايامنا هذه لنتعلم من الدرس
الثقه في الله
التوكل علي الله
القادر والعاطي والمنعم هو الله
الاعتصام بالله
انه سبحانه وتعالي هو الذي يحيي ويميت( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم)
وأمره بين الكاف والنون( انما أمره اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون)
هذا والله تعالي اعلي وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ كريم علي
سألتكم الدعاء لي ولكم وللمسلمين والمسلمات