بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ارسل الرسل مبشرين ومنذرين
وأمرهم بالتبليغ وأمرنا بالتصديق
أقول وبالله التوفيق:
لما كان الغرض من بعثة الأنبياءالكرام عليهم افضل الصلاة والسلام
أن يكونوا سفراء بين الله تبارك وتعالي وبين عباده حتي يبلغلوا الناس أوامر الله ونواهيه ويردوا
الخلق الي ما يحبه الباري جل وعلا وما يبغضه ويكونوا قدوة للبشر في سلوكهم وأخلاقهم
وتصرفاتهم ولما كان لابد في الوسيط (السفير) أن يكون ممن يمكن الاجتماع به والأخذ عنه
لذلك بعث الله تبارك وتعالي الرسل من البشر لبيغلوا أوامر الله ويدعوا الناس الي سعادة الدنيا والآخرة. ولو كان الرسل من الملائكة لما استطاعوا البشر ان يأخذوا عنهم أو يجتمعوا بهم .
ولكان للناس حجة في عدم الاتباع للرسل وهو ان يقولوا هؤلاء الذين بعثهم الله الينا وأمرنا باتباعهم ليسوا من جنسنا ليسوا بشر انما هم ملائكة وطبيعتنا تختلف عن طبيعتهم فهم
اسمي منا خلقا وأطهر منا عملا وأكرم مقاما لآن الملائكة الأطهار كما أخبرنا عنهم رب العزة جل وعلا
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)
وانما دائما في عبادة لا ينقطعون عنها ابدا
يسبحون الليل والنهار لا يفترون)
ثم ان الملائكة لا يأكلون ولا يشربونوليس فيهم شهوة او ميا الي المعصبةلأنهم عباد مكرمون روي ان النبي صلي الله عليه وسلم رجع في بعض ايامه من غار حراء فسمع صوتا فنظر امامه فوجد جبريل عليه السلام قد جلس علي كرسي وقد ملأ ما بين السماء والأرض ففزع وارتعد ورجع الي بيته وهو يقول :دثروني دثروني كما رآه مرة آخري وقد بسط جناحيه فسد مابين المشرق ولو جاءهم بصورة بشرية (أي تمثل اليهم الملك بصورة انسان) لشكوا في أمره والتبس عليهم الحال هل هو ملك أو بشر؟
وقد ذكر القرآ الكريم في معرض الرد علي المشركين حين طلبوا النبي المرسل من الملائكة لا من البشر(وقالوا لولا أنزل عليه ملك؟ ولو انزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)
والرد القاطع والفاصل في محكم التنزبل قال جل وعلا
وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدي الا أن قالوا: أبعث الله بشرا رسولا ؟ قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا)
هذا وبالله التوفيق والله أعلي وأعلم
يارب نؤمن بك وبملائكتك وكتبك ورسلك واليوم الآخر
فاغفر لنا واصفح عنا ووفقنا لما تحب وترض
انك ولي ذلك والقادر عليه
وصلي الله وسلم علي خاتم الانبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / كريم علي