مارية
عدد الرسائل : 683 العمر : 58 العمل/الترفيه : استاذة البلد : السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 02/04/2009
| موضوع: الرعاية في الاسلام الحقيقية تعالج كل أشكال الفقر الأحد سبتمبر 27, 2009 6:11 pm | |
|
كان عمر بن الخطاب معاوناً لخليفة المسلمين الأول أبي بكر الصديق ،خرج عمر يبحث عن حال الرعية هل هنالك أحد لا تصله خدمات الدولة ، فوجد امرأة عجوزاً في طرق المدينة وهي كفيفة البصر فسألها عمر رضي الله عنه كيف تأكلين وكيف تشربين وأنت لا يوجد لك جارٌ قريب أو قرابة لك فقالت له العجوز : إن شيخاً يأتيني في الصباح الباكر بالطعام والماء وينظف خيمتي ويذهب، فسألها عمر هل تعرفينه فقالت لا، فتأكد رضي الله عنه من موعد حضوره وبعد أن صلى الفجر مع خليفة المسلمين أبي بكر الصديق أسرع خلف الخيمة لينظر من هذا الذي يرعى هذه المرأة فإذا بخليفة المسلمين أبي بكر الصديق يحمل طعاماًُ وماءاً لهذه المرأة فقال عمر: ماهممت بخير إلا وجدت أبا بكر سبقني إليه
وجاء رجل إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله ومعه زوجه وبناته الست فقال: (يا عمر هؤلاء بناتي ست وأمهن، أطعمهن واكسهن وكن لهن من الزمان جُنَّة) قال عمر: (وماذا إذا لم أفعل؟) قال الأعرابي : سأذهبن) قال عمر: وماذا إذا ذهبت؟ قال: (عن حالهن يوم القيامة لتسألن، الواقف بين يدي الله إما إلى نار وإما إلى جنة)، قال عمر:" لن تضيع هذه الأمة ما دام فيها أمثال هؤلاء" .د
دين الإسلام يهتم بالإنسان ورعاية شؤونه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
فهذا واجب الرعوية الذي يميز الأمة الإسلامية بعظمة القيم التي تؤمن بها وتعمل بها، فكان منه قول الرسول صلى الله عليه وسلم (... وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى) وقال عليه الصلاة والسلام: ( ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به) و
وقد أوجب الإسلام علينا حفظ هذه الأحكام وقيمها وجعل وجود السلطان واجباً لرعاية شؤون الأمة ليحفظ لها حقوقها الشرعية، ويسد حاجاتها الأساسية كلها، عَن سَلَمَة ابْن عُبَيْد الله بْن محصن عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِه ، مُعَافى فِي بَدَنِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا)،
ومن أهم أسس الإسلام توفير الحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن لكل فرد من أفراد الرعية مسلمين وغير مسلمين مع توفيرالأمن والتطبيب والتعليم مجانا للجميع. وقد حضّ الإسلام على توفيرها للرعية؛ فالجائع يجب أن تطعمه الدولة، والذي ليس له مسكن يجب على الدولة أن توفره له ، فكلها مربوطة بالرعاية على سبيل الوجوب ؛ توفره لمن عجز عن سد حاجاته الأساسية، لذلك نجد الأعرابي وهو فقير قادم من البادية أمر خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه أن يسُدّ حاجاته وحاجة بناته وزوجته، وكعادة ابن الخطاب كان يمتحن رعيته ليعلم أين تقف الأمة في فهمها للإسلام، وكان يقول للمسلمين: (من رآى فيّ اعوجاجا فليقومه ) طالباً النصح منهم، لذلك عندما حاسبه الأعرابي وذكّره بأن الله سيسأله عن عدم رعايته لهم، فرح الخليفة عمر وقال: "لن تضيع هذه الأمة ما دام فيها أمثال هؤلاء". و
وفي هذه الأيام وبعد غياب حكم الإسلام أصبح العالم كله محكوماً بالنظام الرأسمالي القائم على الجشع والطمع والإحتكار والذي يحرص على مصالح الرأسماليين فيه، فيملأ جيوبهم على حساب باقي الناس، وقسم العالم إلى فئتين: فئة لا تصل إلى 5% من الناس تملك أكثر من 80% من مقدرات العالم وثرواته، والأخرى 95% من الناس، ولا تكاد تملك 20% من الثروة، بل إنه يحرم الملايين من لقمة العيش ليحقق الرفاهية للرأسماليين
النظام الرأسمالي الذي ليس فيه مسؤولية الرعاية من قبل الدولة، لذلك وُجدت المنظمات التي تعمل لسد النقص من الغذاء والدواء والمسكن وغيرها فكانت أكبر المنظمات منظمة الأمم المتحدة بكل فروعها الأمنية والطبية والتعليمية وغيرها مثل اليونسيف واليونيسكو والفاو ومجلس الأمن وغيرها، وأصبحت هذه المنظمات الراعي الفعلي لكثير من الناس في بلدان العالم الإسلامي، وقد صرحت مسؤولة في المجلس القومي للطفولة في السودان قائلة: "إن أطفال دارفور وغيرهم أصبحوا تحت رحمة هذه المنظمات وليس تحت رعايتنا". فالواجب أن تقوم الدولة برعاية شؤون الناس في أي مكان ، والذي جعله الإسلام مسؤولاً عن رعاية الجماعة هو سلطان المسلمين الذي يرعى بحق الإسلام الذي جاء بأحكامه لرعاية الإنسان، ومن تلك الرعاية ضمانة الحاجات الأساسية لكل فرد من أبناء المجتمع من مأكل وملبس ومسكن، وذلك بقيامه بعمل، فان لم يجد عملاً، وكان قادراً عليه، وجب على الدولة أن توفر له فرص العمل ، لأنها مسؤولة عن رعايته، بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته". و
وفي السنة المطهرة نماذج كثيرة منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعطى رجلا درهمين، وقال له: "كل بأحدهما، واشتر بالآخر فأساً، واعمل به"، وأن رجلاً "طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر في أمره لأنه خال من وسائل الكسب، ولا شيء عنده يستعين به على القوت، فدعا رسول الله بقدّوم (فأس)، ودعا بيد من خشب قد سواها بنفسه ووضعها فيها ودفعها للرجل، وأمره أن يذهب إلى مكان عينه له، وكلفه بأن يعمل هناك، وطلب إليه أن يعود بعد أيام ليخبره بحاله. فجاء الرجل يشكر رسول الله صنيعه، وذكر له ما صار إليه من يسر الحال.
ودخل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسجد في غير وقت صلاة مكتوبة فوجد رجلين يدعوان الله تعالى، فقال لهما: ما تفعلان وقد خرج الناس كل إلى عمله؟. فقالا: يا أمير المؤمنين، إننا المتوكلون على الله. فزجرهما الفاروق، وقال لهما: بل أنتم المتواكلون على الله، أما علمتما أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وأخرجهما من المسجد، وأعطاهما كيلاً -مقداراً- من الحنطة، وقال لهما: ازرعا وتوكلا على الله حق توكله
ومن هنا، أوجب الإمام الغزالي، رحمه الله، في كتابه إحياء علوم الدين "على ولي الأمر أن يزود العامل بآلة العمل". لذلك كان إيجاد العمل لمن لا عمل له، من واجبات الدولة وجزء من رعايتها للأفراد
أما إذا عجز الفرد مسلما أو غير مسلم عن العمل بسبب المرض أو الشيخوخة، أو غيرذلك، وعجز هو أيضا عن توفير النفقة له ولأهله الذين تلزمهم نفقتهم، وجبت على أقاربه ومحارمه، قال تعالى : {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ } وقوله " وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ" أي على الوارث مثل المولود من حيث النفقة عليه لسد هذه الحاجة، وليس المراد بالوارث الذي يرث فعلا، بل هو كل من يستحق الإرث في جميع الأحوال. وإذا رفض الأقارب دفع النفقة لقريبهم العاجز، فإن الدولة تجبرهم على دفعها له
أما إذا لم يكن له أقارب ومحارم، فإن نفقته تنتقل إلى بيت المال لتوفير جميع حاجاته الأساسية، وإشباعها إشباعا كليا، لان بيت المال كافل للمحتاجين والعاجزين، ولأن رئيس الدولة "راع، وهو مسؤول عن رعيته" سواء أكان هذا الإنفاق من باب الزكاة أم من غير ذلك، لقوله عليه الصلاة والسلام :" من ترك مالا فلورثته، ومن ترك ضياعاً فاليَّ وعليَّ". ومن هنا، تسعى الدولة لتوفير الحاجات الأساسية لكل من عجز الحصول عليها استجابة لقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} م
من هذه الأحكام أن من دفع الجزية في شبابه وغناه وكسبه وقوته، ثم تقدمت به السن وعجز عن العمل ولم يستطع أن يدفع الجزية سقطت عنه، وجاء ذلك عن كل من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وخالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه. فعن عمر أنه رأى رجلاً شيخاً كبيراً يتكفف ويسأل الناس، فقال: (ما شأنك يا رجل؟! قال: أنا رجل من أهل الجزية عجزت عنها، فأنا أتكفف الناس لأجمعها، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: والله ما أنصفناك إن أكلنا شبابك وأفنيناك، ثم أضعنا كبرك وشيخوختك)، وأسقط عنه الجزية، وفرض له رزقاً من بيت مال المسلمين. وذكر أبو يوسف في كتاب الخراج أن خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه رأى رجلاً كبيراً ومعه أولاده، وهو يتكفف الناس ويسألهم، فقال: (ما بالك يا رجل؟! قال: أنا من أهل الجزية وعجزت عنها، فأنا أسأل الناس لأقدمها، فقال كلمة عمر : والله! ما أنصفناك )، وأسقط عنه الجزية، وفرض له من بيت مال المسلمين ما يكفيه ويكفي أولاده، لأنه كان معه عياله، ففرض له ولعياله من بيت مال المسلمين ما يكفيهم.
هذه هي الرعاية الحقيقية التي يجب على المسلمين إقامة من يطبقها وهو خليفة المسلمين وبأسرع وقت ممكن ، وهي الرعاية التي أوجبها الله على الحاكم وهي التي جسدها عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال :" واللـــه لو أن شاة عثرت بأرض العراق لكنت مسؤولا عنها ولخشيت أن يحاسبني الله عليها يوم القيامة
| |
|
أحمد باي
عدد الرسائل : 634 البلد : السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 14/09/2009
| موضوع: رد: الرعاية في الاسلام الحقيقية تعالج كل أشكال الفقر الإثنين سبتمبر 28, 2009 8:32 pm | |
| ما احوجنا لهذه المفاهيم الاسلام ارسى قواعد العدالة الاجتماعية واعطى الحقوق لاصحابها ممتاز ايتها الاخت نحن بنتظار مواضيع اخرى في نفس المضمار بوركت انت وقلمك _________________ | |
|
مارية
عدد الرسائل : 683 العمر : 58 العمل/الترفيه : استاذة البلد : السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 02/04/2009
| موضوع: رد: الرعاية في الاسلام الحقيقية تعالج كل أشكال الفقر الأربعاء سبتمبر 30, 2009 1:24 pm | |
| | |
|
la belle
عدد الرسائل : 244 العمر : 34 الموقع : !!!!!!!!!! العمل/الترفيه : tous البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/02/2009
| |
قدور
عدد الرسائل : 286 العمر : 51 الموقع : جمعية حواء الغد العمل/الترفيه : لاشيء البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/05/2009
| موضوع: رد: الرعاية في الاسلام الحقيقية تعالج كل أشكال الفقر الخميس أكتوبر 08, 2009 2:59 am | |
| | |
|
حبيسة الخاطر
عدد الرسائل : 166 العمر : 33 الموقع : بجاية العمل/الترفيه : حواء البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: رد: الرعاية في الاسلام الحقيقية تعالج كل أشكال الفقر الخميس أكتوبر 08, 2009 8:22 pm | |
| | |
|