النبي يوسف عليه الصلاة و السلام (الجزء الاول)

السلام عليكم و رحمه الله تعالى و بركاته

قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام

١ـ في البداية كلمة

الانبياء عباد الله ، خصهم ربهم بمكانة عضيمة ، ومنزلة رفيعة ، فزين لهم فعل الخيرات ، لانهم كانوا من عباده المخلصين ، و جعل الله عز و جل لكل نبي منهم معجزة لاتكون لبشر غيرهم،ومنهم يوسف عليه السلام الذي اصابه اضظهاد اخوانه و اشقائه فحاولوا التخلص منه،ولكن الله كان له خيرحافظ والله ارحم الراحمين.

وقد اختص الله عزو جل يوسف بالرؤيا الصادقة التي تحدثت عن احداث كثيرة قبل وقوعها،فكانت رؤياه و حلمه وهو نائم معجزة،وكان تفسيره للاحلام معجزة كبيرة تدل على ما اختصه ربه به من معجزات عضيمة مازلنا نسمعها و تصيبنا الدهشة فنسبح بحمد الله القدر على كل شيء لانه سبحانه عز و جل ليس كمثله شيء.

٢ـ يوسف في السجن

منذ ان خرج يوسف من البئر ومشى مع بعض الناس الذين باعوه لوزير من وزراء مصر اسمه العزيز،منذ هذا اليوم و يوسف يعيش عيشة هانئة راضية يحبه اهل هذا البيت،فهو في دار العزيز احد وجهاء ووزراء مصر وامراته "زليخة" بنت اخت الملك الريان بن الوليد ملك مصر.

نشأ يوسف نشأة عظيمة و اصبح شا با جميلا،بديع الجمال و البهاء مما جعل النساء ينظرن الى جماله و بهائه،وكان ممن نظر اليه زليخة امراة العزيز،وحاولت ان تجعله خائنا لسيده العزيز ولكن يوسف نبي من سلالة الانبياء،عصمه ربه و حماه من الفحشاء،ومن منكر النساء،فهو سيد النجباء،والسبعة الاتقياء الذين قال عنهم الرسول محمد خاتم الانبياء.

لما كان يوسف احد هؤلاء السبعة الذين تحدث عنهم الرسول فقد رفض خيانة سيده العزيز،و عصى امر زوجته زليخا و قال لها منكرا ما تريده(معاذ الله انه ربي)يقصد زوجها صاحب امنزل ثم استكمل يوسف حديثه فقال:انه ا حسن الي و اكرم مقامي عنده و في فعلي هذا الذي تدعينني له ضلم،(انه ربي احسن مثواي انه لايفلح الظالمون).

حاولت امراة العزيز ان تجعل من يوسف الطاهر الطيب،فاحشا خائنا ولكنها فشلت،وخرج يوسف من دارها هاربا مسرعا،ولما عاد صاحب الدار وهو زوجها اشتكت له مر الشكوى ووصفت يوسف بانه خائن فاحش ـ زورا وبهتانا ـ واتهمته بالباطل،ولكنه الرجل لم يصدق هذا الاتهام و حقق مع يوسف،وثبت برائته،لكنها لم توقف كيدها ليوسف عليه السلام،و خاصة ان نساء المدينة تحدثوا عنها و عن يوسف فاصابها غيظ شديد،وخاصة انهن نساء الامراء و الكبراء،فق طعنوا فيها وعابوا عليها،وشنعوا بها.

علمت بمكرهن و سمعت به،فارادت ان تثبت لهن عذرها و انهن لو شاهدوا يوسف وما عليه من جمال لفعلوا مثل ما فعلت،ففكرت في حيلة تثبت من خلالها صدق ما فعلت،كي يعذرها النسوة،لانها متاكدة من ان ما عليه هذا النبي الكريم يجعل الفتنة في قلوب النساء،فارسلت لهن دعوة للغذاء جامعة في منزلها،واعدت لهن مجلسا مريحا جميلا،و ضيافة رائعة،واحضرت من جملة ما احضرت من الطعام و ادواته سكاكين يقطعن بها فاكهة و طعاما،واتت كل واحدة منهن سكينا،وهيات يوسف عليه السلام و البسته احسن الثياب،وكان في ريعان شبابه مليئا بكل تقاسيم الجمال،و امرته ان يخرج عليهن وهو في كامل زينته و جماله فخرج عليهن وهو بدر في جماله،وروعة في ثيابه و شبابه.

فلما راته النساء وهن في مجلس زليخا اعظمنه واجلننه،واخذتهن الهيبة و الدهشة من فرط جماله و حسنه،وجعلت النسوة يقطعن ايديهن بالسكاكين ولا يشعران بالجراح اللاتي اصابتهن من يوسف وقد وصف القران الكريم هذا المشهد فجاءت الايات تقولفلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم).

و قالت زليخا للنساءفذالكن الذي لمتني فيه)فعذرت النساء زليخا التي مدحت يوسف ووصفته بالعفة و الطهارة.و

قد هددته زليخا بادخاله السجن ان لم يكن لها من الطائعين،و قالتولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن و ليكونا من الصاغرين).

استجار يوسف بربه و دعاه خالصا؛بان يخلصه من بين ايدي النساء،و قال في هذا الدعاءقال رب السجن احب الى مما يدعونني اليه و الا تصرف عني كيدهن اصب اليهن و اكن من الجاهلين)"يوسف:٣٣".

عند ذالك استجاب الله عز و جل لدعاء نبيه يوسف عليه السلام فقد فضل السجن على المعصية،معصية الله عز و جل،ولقد اعتبر يوسف عليه السلام ان السجن رحمة من الله عز و جل،و طريق يسلكه الى الطاعة و يعصم نفسه بدخول السجن من المعصية.و دخل يوسف السجن رغم ثبوت برائته عند العزيز.

اصبح يوسف في السجن و قد راى الناس على حل يرثى لها فمنهم الحزين و منهم المريض و الجريح،فكان يعزي فيه الحزين،فلا يتركه حتى يذهب عنه الحزن و الباس،وكان يعوذ المريض،فيخفف عنه الامه،و يداوي الجريح حتى يشفى جراحه.

وكان يوسف عليه السلام يقف بين يدي ربه باكيا حتى تبكي معه جدر البيت و سقفها و الابواب من شدة خشوعه و خوفه من الله عز و جل،واستانس به اهل السجن،فكان اذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف.

٣ـ صاحبي السجن

قال تعالى(ودخل معه السجن فتيان)"يوسف٣٦"

ضل يوسف في حبسه و سجنه راضي النفس قانعا نقضاء الله و الذي هو خير له،ولما طالت ايام السجن ا ص بح ليوسف صحبة و اصحاب من بينهم "مجلب و نبوا" كانوا احد خادمي الملك الوليد بن الريان ـ ملك مصرـ طويل العمروالملك.

وبدا الكيد من جماعة من مصر فارادوا المكر بالملك و اغتياله فدسوا الى هذين الخادمين و ارسلوا من يفاوضهما في الامر.فقد كان "مجلب" صاحب الطعام و خباز الملكيطعمه كل يوم.و"نبوا" فقد كان ساقيه يقدم له الشراب بانواعه.و بعد جاءتهم جماعة من مصر و عرضو عليهم مالا كثيرا و بساتين و مزارع جميلة ادا هما دسا السم في طعام الوليد،بعذها وافق"مجلب" سريعا و تردد "نبوا" كثيرا،وفي النهاية وافقا على طلب هؤلاء الناس و حصلا على بعض المال منهما.

جاء موعد غذاء الملك في اليوم التالي،فدس مجلب السم في الطعام و عمل بما اتفق عليه مع المصريين المعارضين للملك الوليد بن الريان الراغبين في اغتياله ليخلوا لهما حكم مصر، اما نبوا فقد حفض عشرة سيده و رغب الا يخون الامانة،فلم يضع سما في شراب الملك.حمل كل منهما ما يخصه من الطعام والشراب وتقدموا بمائدة طعام للملك،وامتدت يد الوليد بن الريان للطعام فصرخ نبوا قائلا:"لا تاكل يا مولاي ففي الطعام سم وضعه مجلب"!!تراجع الملك و رفع يده فورا عن الطعام بعد ان امسك به،و تنقل بصره بين مجلب و نبوا ـ فقال الملك تناول هذا الشراب و اشربه يا نبوا؟.

شرب نبوا كاس الملك ووقف هادأ سالما لم يصبه اي ادى لان الشراب كان خالي من السم و طزجا.

اعتدل الملك في جلسته، ونادى مجلب كي يقترب و قال:كل من هذا الطعام يا مجلب.قال مجلب وهو يرتعش لا استطيع ايها الملك ـ لا استطيع ـ اعفني من هذه المهمة.صرخ الملك في مجلب قائلا:ايها الخائن ـ تعرف ان الطعام مسموم،اتخاف من الموت الان،وقد اردت ان تقتلني.نادى الملك جميع حراسه،وقال:افبضوا على هؤلاء.و سيق الاثنان الى السجن ليقضيا عقوبة رادعة،بعد ان نجي من الاعدام ـ وهناك في السجن اصبحا مع يوسف عليه السلام في كل مكان يجلس فيه صباحا و مساء.وذات يوم جلس الفتيان الى جوار يوسف وساد فيهم صمت لوقت قصير قطره نبوا بقوله:

ـ ما علمك الذي تعلمته يا يوسف؟

فقال يوسف:اني اعبر الرؤيا و افسرها تفسيرا كاملا بامر الله.

ـ قال انا راينا في المنام ما كرهنا ان نراه.

ـ قال يوسف:وما هو؟قصا علي ما رايتما

ـ تردد الفتيان لحظة في الحديث ثم استهل مجلب الخبازحديثه قائلا:

ـ اتنبئنا يا يوسف بتاويل و تفسير ما راينا؟

ـ قال يوسف:نعم لقد فلت لكما انني استطيع ان انبئكم به انشاء الله...فبدأو بسرد حلمهم لسيدنا يوسف عليه السلام ولما انتهوا من كلامهم .نضر سيدنا يوسف عليه السلام لنبوا و عرف انه يستعجل التفسير،ونضر بإشفاق الى مجلب الذي لم يشا ان يكرر سرد رؤياه عليه مثل ما فعل نبوا.

كره يوسف عليه السلام ان يعبر ويفسر لهما ما سالاه عن الرؤيا لما علم في ذالك من مكروه الذي سيقع على احدهما وهو مجلب،فقد كان تفسيررؤياه مشقة عليه لا يبش بالخير،لهذا اعرض يوسف عليه السلام و امتنع عن تفسير الرؤياو بدا يتحدث في امر اخر فيه اعراض عن الخوض في تفسير الرؤيا،وفيه دعوة لاسلام اهل السجن وهم كفار.واتجه يوسف اتجاها مغايرا في حديثه قبل ان يفسر الرؤيا. بين يوسف لصالحبي السجن ان الله خصه بعلم عضيم، ومن هذا العلم قال يوسف"لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما".يعني لا يجيئكما طعام من منزلكما الا اخبرتكما به الان قبل ان ياتي.

ـ فقالا له:هذا من فعل العرافين و الكهنة.

ـ فقل يوسف:ما انا بكاهن وإنما ذلك مما علمنيه ربي،اني لا اخبركما به تكهنا وتنجيما،بل هو يوحي من الله عز و جل.استمع الفتيان لحديث يوسف عليه السلام و قد تشوقا لتأويل الرؤيا،ولكن يوسف لم ينه دعوته ورسالته لهما بعد بل مضى يقول;

(ياصاحبي السجن ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار٣٩) .

المصدر : معجزات الانبياء لعبد المنعم الهاشمي

اختكم في الله ...امل الغد

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيكي أختي علي مجهودك جزاك الله الخير
تقبلي مروري حبوبتي

دموع الاطلال

موضوع رائع

على هذا المجهود ال

السلام عليكم و رحمه الله تعالى و بركاته

مسروووووووووووووره بمروركم الكريم عزيزاتي

تحيااااااااااااااتي الخالصه من القلب

امل الغد