مرافئ الاغتراب
اللجوء إلى الكتابة من المرافئ التي تشكل منفذ مهم في حياتي واخذ في رحابه الكثير من الوقت بحيث استطيع أن أحاور الذاكرة وان أعيد الصياغة ..
أعيش ممتزجا بشطحات الخيال وأصداء النص الأدبي ومنسجما مع وقائع الأحداث وليس
هناك حدود تعيق للكتابة موادها الخام وموضوعاتها وأشكالها..
لذلك فهي مجال لممارسة الحرية بامتياز وكذلك لممارسة التطور الذاتي ومصدر اقتران الكتابة بالحرية يتعلق بالوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي..
كما يقترن بتأملات لتطويق الانكسارات التي يتعرض لها الإنسان في مجالات الحياة على الأصعدة كافة .فقد تأتي على شكل نصوص أو مقالات أو قصيدة أو لوحة وفنون أو....أو
المرفأ الثاني:
ما إن يستطيع المرء أن يمارس دوره أو يتعايش بامتزاج مع الإحداث إلا بارتباط مع المجتمع
الذي يعيشه وحتى يتخلص من الكثير من التعقيدات يتوجب إدراك تاريخية وطبيعة هؤلاء.
وحتى يحمل حصيلة تخدمه في تطوير تجربته ولكي يتجاوز العصارات النفسية التي يتعرض لها ويفوق المساحة الفكرية التي تحيط به ..أيضا يستوجب دراسة التجارب الاجتماعية والارتباط المباشر من خلال المسالك الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهكذا .......
وهنا ترتبط كل المرافئ في الاستسلام إلى الكتابة في مجال الأدب والفنون الأخرى .....
أما الرصيد الفكري الذي لابد منه فذلك يجعل الكاتب أمام متابعة دقيقة للأحداث هذا من جانب
ومن جانب آخر قوة التعبير تكمن بدقة منافذ الكلمات وصدق التعبير.......
وللحفاظ على المشاعر الحقيقية والأحاسيس الشفافة .........
أما المرفأ الثالث :
يأتي من خلال عنوة السفر وبعد المسافات الزمنية والمكانية والاحتياجات
الحقيقية للفرد يستوجب مراعاة الشخصية التي تحملت ماتحملت وما تحمل في دواخلها من حزن ومن حنين ومساحة التمتع بجمالية الحياة التي تدفع باتجاه صحوة الضمير وتعميق حب الوطن واستيعاب الحالة التي تجعل من المغترب يقف أمام حافة حادة أما إن يلتصق بوطنه
وأهله أكثر فأكثر نتيجة الاغتراب وعدم التطبع في دائرة النسيان وفقدان العلاقات الاجتماعية
وروح الانتماء الوطني...
وأما أن يعيش حالة الضياع ............
فمنهم من يتكيف ومنهم من يتدلى على الهاوية . ومن هنا كتبت هذه المحاور لغرض الوقوف
على حافات الحدود لعبور النسيان ومد مجسات الانتماء إلى الأرض .
ومن هنا يمكن القول بأن الحصانة الفكرية لها دور كبير في حماية الفرد من التصدع وبالتالي
فلابد من وقاية المغترب عن طريق الارتباط بالمؤسسة ولكي تلعب المؤسسة دور كبير في
النشاط المهني والميداني وهذا يتطلب الموازنة بين الانتماء والتجديد والمقصود هنا بمفهوم
المؤسسة الارتباط الأيدلوجي ويعني ذلك هو الأساس في الحصانة الفكرية .
وليس بالضرورة ان تكون الحصانة الفكرية التي يمتلكها الفرد في اغترابه كافية بل قد يكون التواصل جزء من عملية الحفاظ على كيان الفرد وانتماءه .
_________________
لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!