الجميلة النائمة
النوم الهنيء يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة وتألقها، والسهر يؤدي إلى ذبولها وظهور الهالات السوداء حول العينين، وهذا ليس وهما، بل حقيقة أكدها العلم والتجربة. لكن شركات التجميل والمهتمين بالجمال، يضيفون أن الروائح التي تنبعث من الجو خلال النوم، أيضا تساعد على هذا الأمر، لأنها تساعد على النوم العميق. ومن هذا المنطلق تم طرح وسادات وأغطية مدعمة بخواص طبيعية من الصبار والطحالب البحرية ومعدن النحاس، وعناصر أخرى تعمل على دعم جمال المرأة وشبابها أثناء فترة النوم. فقد استوحى مبتكرو لوازم غرف النوم جيلا جديدا من المنتجات الذكية معتمدين على التطور التكنولوجي وقدرة الباحثين على تجزئة العناصر الفاعلة باستخدام تقنية «النانو تكنولوجي»، أي طحن المواد حتى تصل إلى جزء من ألف مليون، مع القدرة على الحفاظ على فعالية العناصر الأساسية. فالصبار، ويعرف أيضا بـ«الألوة»، يصبح كريات دقيقة تنشط في الوسادات كما الفرش ويسمح وزن الجسم عند الاحتكاك بها، بسحق الكريات الصغيرة لتنفذ منها كمية ضئيلة من الصبار. وهو معروف بمقاومة الالتهابات وترطيب البشرة في العمق، كونه غنيا بالمعادن والفيتامينات التي تقاوم بفعالية العوامل الطبيعية الخارجية. أما المنتجات المدعمة بالطحالب البحرية فتعد مستخدمها بتنشيط الدورة الدموية ومحاربة احتباس الماء والتورم الناشئ عنه. كذلك تعتبر مثالية لإزالة آثار التعب. أما تلك المدعمة بجزيئات النحاس فإنها تبدأ بالعمل والتفاعل عند الاحتكاك بها فترفع من قدرة البشرة على مقاومة الالتهابات، كما تحارب البكتيريا المسرعة لتدهور الخلايا، وتقضي على الفطريات وتشكل مقاومة فعالة لحب الشباب الذي يصيب الوجه أو منطقة الظهر. ويعتبر النحاس مثاليا للبشرة الحساسة، لأنه يعيد لها الشباب والنضارة عبر تحفيز إنتاج الكولاجين المسؤول عن ليونة البشرة ومطاطيتها. تجدر الإشارة إلى أن الطحالب البحرية تحاك بشكل مباشر في القماش أما كبسولات الصبار الدقيقة فإنها تربط بطريقة خاصة خلال المرحلة الأخيرة من التصنيع. وتتوافر أيضا أغطية وفرش مدعمة بخلاصة الخزامى المعروفة بقدرتها على إزالة التوتر وتهدئة الأعصاب. يضع المصنعون هذه المنتجات في أقمشة طبيعية، مثل القطن الذي يسمح بمرور العناصر الفاعلة على عكس مادة الفينيل التي تشكل عازلا لها. والمثير في الأمر أنها لا تحتاج إلى رعاية خاصة إذ بالإمكان تنظيفها من خلال استعمال الغسالة بشكل عادي، على العكس من تلك المدعمة بجزيئات النحاس، التي يجب تجنب استخدام ملينات النسيج خلال غسلها. هذا ويقول منتجو هذه الأصناف أن فعاليتها تدوم إلى خمس سنوات. علاقة الوسادات بالجمال ليست جديدة، بدليل أن العديد من السيدات يملن إلى استخدام تلك المصنوعة من الساتان للمحافظة على تصفيفة الشعر لأطول فترة ممكنة، لكن الأمر اليوم تعدى شكل الشعر ليصل إلى العناية بنسيج البشرة. وكما هو معروف فإن للنوم تأثيرا مباشرا على صحة البشرة وجمالها، إذ يمضي الإنسان بمعدل وسطي ثلث حياته وهو نائم، فضلا عن أن حرارة الجسد تنخفض خلال مرحلة النوم بمعدل يقارب نصف درجة مما يؤدي إلى مضاعفة عمل الدورة الدموية لتأمين وصول الدم المشبع بالغذاء والأكسجين إلى سطح البشرة. من هنا نلاحظ توردا في الخدين عند الاستيقاظ في الصباح. بل إن البشرة تستعيد رطوبتها خلال فترة النوم، إذ تعمل الغدد العرقية بشكل مضاعف مما يمد سطح البشرة بالمواد المرطبة من الداخل فتبدو في الصباح متساوية خالية من التجاعيد ونضرة ومشرقة ومتوهجة. يأتي عمل مستحضرات العناية المرطبة كعنصر داعم من الخارج والوسادات المجملة كمكمل لعمل هذه الوظائف مجتمعة. كما أن هنالك حقائق مثبتة علميا، ألا وهي أن الخلايا تتجدد بسرعة أكبر خلال فترة الليل منه في النهار، وانقسامها يبلغ ذروته حوالي الساعة الثانية فجرا وأنه خلال مرحلة النوم العميق في الدرجتين الثالثة والرابعة تطلق الغدد هرمون النمو الذي يساعد على ترميم وإعادة بناء الأنسجة كالعضلات مثلا والعظام. وقد ثبت أنه خلال النوم يتضاعف إنتاج البروتينات المسؤولة عن تصحيح الخلل الناشئ عن التوتر والأشعة ما فوق البنفسجية. وتشير الأبحاث أيضا إلى أن عامل الجاذبية خلال النهار يضعف بنية البشرة ويحفز نشوء التجاعيد، لذلك عند الاستلقاء فإن الإنسان يعكس التأثيرات مما يتيح للبشرة استعادة توازنها والتخفيف من آثار جاذبية الأرض. كما تعزز قدرة بعض مستحضرات العناية بالبشرة على العمل خلال فترة الليل، خصوصا تلك المصنفة كمقاومة للتأكسد التي تحتوي على الفيتامينين سي وإي. لهذه الأسباب على المرأة عموما إدخال بعض العادات الصحية إلى طقوسها الجمالية: ـ الحرص على النوم ثماني ساعات على الأقل وهي الفترة التي يحتاجها الجسم للراحة والخلايا لإعادة ترميم نفسها. ـ تبني وضعية النوم على الظهر تجنبا للضغط على البشرة وتسريع نشوء التجاعيد. كما ينصح باختيار وسادة رقيقة تساعد على استواء العمود الفقري ويحبذ أن تكون مصنوعة من مواد منشطة ومقاومة للتجاعيد.
ـ النوم العميق، وعدم تنبيه الجسم خلال مرحلة النوم للاستفادة قدر الإمكان من منافعه.