أصبحت مولوع بالإطلاع على أدبها سنة 1993 عندما نالت موريسون جائزة نوبل للأدب
الشيق، وخاصة وأنها الكاتبة الزنجية الأولى التي فازت بجوائز رفيعة من ضمنها
عن روايتها محبوبة، التي ترجمة إلى العربية و الفرنسية، 1988 جائزة بوليترز
و الأسبانية و الألمانية، والإيطالية وقبلها حصلت على جائزة الأكاديمية الأمريكية
للأدب عن عملها الروائي أغنية سليمان، هذه الرواية التي فتحت لها مجال واسعا
في مجد الرواية الأمريكية المعاصرة، وموريسون واحدة من الروائيات اللواتي
بأوهاويو، لأسرة كبيرة العدد، خلال 1931 يتمتعن بوعي مزدوج، ولدت في عام
الفترة التي عانت فيها أمريكا من الكساد الاقتصادي ونشأت في وسط عائلي فقير
لكنه مثقف، فقد كان جدها عازفا موسيقيا وأمها كانت مغنية في كنيسة الحي وقد
اطلعت على كلاسيكيات الأدب الفرنسي و الأنجليزي و الروسي، تخصصت بالقانون
وبعد حياة زوجية قصيرة مع هارولد 1955. بجامعة هوارد، ثم دراسة الأدب عام
لتعمل كمحررة في وؤسسة راندوم 1964 موريستون المعماري المشهور تطلقت توني عام
. للنشر
توني موريستون كاتبة مرتبطة ارتباطا وثيقا بتاريخ ابناء جنسها، وغالبا
ما نجد ثلاث في روايتها ربما لإحياء الجوانب الخفية من الذاكرة الجماعية
على مدى ، عقود تلك الذاكرة ثم محاولة بناء حياة جديدة بعيدا عن تلك الذكريات
. المؤلمة حياة تسودها الحرية وتعمها المساواة
دخلت موريسون عالم الكتابة في سن متأخرة، وهي تقول عن ذلك كنت في البداية
أكتب لنفسي لا للآخرين، واعتبرت ذلك عادة من العادات السيئة وعن متعة الكتابة
تقول أجد فيها لذة لا تضاهيها أية لذة أخرى، فالمؤلم بالنسبة لي هو عدم
الكتابة
وكانت أيام دراستها الأولى الطفلة الوحيدة السوداء بين الأطفال البيض و في
الجامعة انضمت إلى مجموعة من الطلاب وقامت معهم بجولة في مناطق السود حيث
تلمست عن قرب ورصدت الحياة القاسية لهم، تلك الحياة التي فر بسببها والدها
كتبت القصة في بدايتها الأدبية، غير أنها ما لبثت أن ألقت بالقصص في سلة المهملات
لتبدأ رحلتها مع الرواية، من أعمالها العين الأشد زرقة بهذه الرواية دخلت
وهي تقترب من الأربعين صدرت لها مجموعة من 1970، موريسون عالم الر واية عام
و التي تتناول فيها قصة رجل زنجي يحاول 1987 الروايات، من ضمنها أغنية سليمان
الهروب من ذكريات العبودية التي عاشها إلا أنه يعود دائما إلى عذابات أجداده
. الزنوج
أما في روايتها المشهورة محبوبة تشير توني موريستون قضية الصراع بين الزنوج
و البيض وأحيانا بين الزنوج و الزنوج و بين الفرد و المجتمع وتجربة الغربة
عن النفس، وتتحدد تماما في روايتها هذه مسألة الصراع بين البيض و الزنوج
هؤلاء الذين يجدون مطايا سهلة لذلك يقومون باستغلالهم بدا من الجدة بيبي
سيجز حتى محبوبة الجذابة الأخاذة مرورا ب سيث عند جذع شجرة متعبة و منهكة
تحيط بها هالة من الجمال الفطري، ولعل محبوبة هربت من مزرعتها، حيث كان الزنوج
يعملون في حقول البيض ولكنهم يهربون من حين لآخر، غير أن الهارب الذي يقبض
عليه يتم بتر كعبه حتى لا يهرب مرة ثانية و الهدف هو ترهيب كل من يفكر في
. الهروب من مزرعة السيادة
وهكذا تدخل محبوبة بيت سيت التي عانت كثيرا من عملها في حقول القطن وفقدت
بعض أفراد عائلتها في إعدامات الكلوكس كلان، وتحتل محبوبة حيزا من بيت سيت
وتعامل معاملة رقيقة من قبل الجميع وتتحول تدريجيا إلى سيدة كاملة الأنوثة
تحيطها فتيات المنزل بالرعاية و الحب، إلا أن قلبها كان يضمر الكثير بسبب
ماضيها الغامض الذي لا توضحه لأحد وربما كانت مصدومة بسبب علاقة سابقة أو
ربما فقدت والديها وهي طفلة، لكن سيت كانت تخفف كثيرا عن محبوبة وتعتبرها
واحدة من بناتها، وعبر تتابع أحداث الرواية وتفاصيلها الصغيرة المليئة بالانحناءات
العاطفية تقدم رواية محبوبة ثلاثة أجيال من الزنوج، الجيل الأول هو جيل الجدة
بيبي سيجر، و الجيل الثاني هو حيث سيت وآخرون لا تعرف عنهم بيبي سيجز شيئا
ربما لأنهم بيعوا صغارا و الجيل الثالث هو جيل الأولاد و الأحفاد الذي يضم
أطفال سيت الأربعة وحيث تقدم سيت على ذبح أحدهم لانقاذ الثلاثة الآخرون وتشتري
حريتهم، وعلى أثر تلك الحادثة تنعزل سيت عن محيطها العائلي ولا تتصل مع أحد
، لكن دنقر ابنتها المقربة جدا تنقذها مما قي فيه وتساعدها على راحة ضميرها
لأنها فقدت شخصا ولكن الآخرون أحياء وتنجح دنقر في ذلك ليلتئم شمل العائلة
وبدخول محبوبة كشخص أحبه الجميع شعرت بيبي سيجز التي تمثل الرابطة بين أفريقيا
وتجربة العبودية في الجنوب الأمريكي، شعرت أ ن العائلة لم تفقد شخصا عزيزا
. عليها
وفي رواية صولا تمثل الجيل الثالث في الزنوج الفترة التي اختارتها الكاتبة،
حيث ماتت صولا لتستمر أحداث الرواية 1941 وهي فترة العشرينات وحتى العام
حيث شهدت حياة الزنوج بعض التحسن، نشأة صولا فتاة متمردة 1965. إلى عام
وراقصة، ولذلك يبدأ العنف بالتسلل إلى روحها منذ الطفولة، ثم يتضح خلال مراهتها
حيث يصل بها الأمر أن تأتي برجلين يحملان الجدة ايفا عنوة إلى المصح لتصبح
. هي الوصية
تتخذ من مدينة ميداليون مسرحا لأحداث روايتها، وتحديد في أحد أحياء الزنوج،
ذلك المكان المرتفع على التلال المشرقة على وادي البلدة، وهو الحي المسمى
بالقاع ويمكننا أن ندرك من التسمية أنه قاع المدينة أي الجزء المسحوق منها
حيث يعيش السود ، أنه يقع فوق التلال أما البيض يسكنون في الجزء الأسفل من
تلك التلال، وهذا ما يعز بهم أنهم الأقرب إلى السماء من فوق يراقبون البيض
. لكن الحقيقة أن أرض البيض هي الخصبة في حين أن الزراعة في القاع مرهقة
. . و التربة تنزلق حاملة معها البذور و الرياح تعصف طول الشتاء و الحي بأكمله
فقير جدا حيث يعم الجوع و المرض و الجهل، على الرغم من أنه ينبض بالحياة
حيث يمكن في بعض الأحيان أن تسمع الغناء و عزف البانجو ورؤية امرأة تقدم
عروض الرقص الزنجي، الحياة في هذا الحي الفقير بهدوء ظاهريا، أما في العمق
. فالإنسان الأسود لا قيمة له في نظر الرجل الأبيض لا في حياته ولا عند موته
للسود طرق خاصة وعربات في آخر القطار ومقابر بعيدة عن مقابر البيض وإذا
أخطأ أحدهم كما حدث لهلين إحدى شخصيات الرواية، فإنه يمكن أن يحدث له يهين
كرامته أمام مرأى و مسمع الجميع تركي هيلين العربة خطأ و حتى تنتبه بأنها
وسط البيض تغيرها إلى عربة الملونين معتذرة - لقد أخطأت يا سيدي تقول لقاطع
التذاكر هذا كل ما في الأمر لكن الجنود يحيطون بهيلين المذعورة التي تجر
طفلها نيل صديقة صولا في الطفولة و في الشباب و التي ستقولها صولا و تتسبب
في انفصالها عن زوجها و تقدير لها على ما قدمته للرواية الأمريكية الجديدة
أن هذه الروائية 1993 قررت الملكية السويدية أن تمنح لتوني موريسون جائزة نوبل
الأمريكية في روايتها صولا المتميزة بالخيال الجامع و المضمون الشاعري تقول
توني موريسون هدفي في الكتابة كان محدود كنت مهتمة ب قراءة كتاب لم أستطيع
إيجاده وأصبح مهم جدا أن أكتبه ثم أقرأه و أدركت و أنا اكتبه أنني أخطأت
كنت مقتنعة أن كل ما كنت أريد أقرأه قد كتب و أدركت أن دلك لم يكن صحيحا
في ما يحمل روايات موريسون نحن أمام المرأة الزنجية من خلال ثلاث أجيال من
النساء الجيل الأول عاش سنوات العبودية الجيل الثاني يحاول نسيان هدا الزمن
و تحاول البنات صناعة عالم خاص أما بنات الجيل الثالث فهن أكثر تحرر و سعادة
و لكن معاناتهن أكثر و رغم فضاعة الماضي و الأمة إلا أنه أكثر رحمة من الواقع
الراهن معظم نساء توني موريسون يتمتعن بحساسية عالية وجمال فطري و غريزة
. منقذة ومع دلك فإنهن يعانين من انتقاد ملحوظ لعلاقة كاملة في الطرف الأخر
و ترى توني موريسون أن عشريتا هدا القرن هي بمثابة العصر الذهبي للزوج رغم
. الاضطهاد العنصري
و رغم المعاناة الشديدة للسود. . . ودلك أن الاضطهاد العنصري و رغم المعاناة
الشديدة للسود. . . و دلك أن الاضطهاد الذي عايشوه جعلهم أكثر تكاثفا و
تماسكا. . . . و قد ساعدتهم دلك على ابتداع فتوتهم الخاصة مثل موسيقى الجاز
و الجدر بالذكر أن هذا العالم الشديد القسوة موجود بشكل واضح في روايات الكاتب
الزنجي وليام بولدوني و هو أيضا مليء بالعلاقات الجنسية غير السوية وفي روايات
يولدوين هناك الرجال المعمورون الإحباط وتنتهي أمورهم أحيانا الانتحار أو
بأن يموتوا. و عن توني موريسون النافدة الفرنسية كلوديني رينو في مجلة مجازات
أن عالم توني موريسون مليء بالسخرية المساوية و أن النساء 1990 ليترير أكتوبر
يعشن في قسوة وعنف و سخرية قاسية و لا يتعلق الأمر بالواقعية الخيالية لعمل
يقوم على بناء و هدم الأسطورة الإنسانية بدءا من الفولكلور و الاعتقادات
و أساليب الحياة في التجمعات السوداء. و ماضي إفريقيا بل أن الخيال هو دافع
ثقافي و بدور لا تنمو إلا بعد تشكل الخيالات و حسب اعتراف الكاتبة فان قصص
موريسون نمطه تملأها البساطة الخير و الشر. بين القبح و الجمال بين الحب
و الموت و تلك سمات الوقية للقرأ البيض و لسنا هنا أمام روايات إضافية عن
. السود و لكنها ثمار لأفكار الكاتبة و مواقعها تجاه المجتمع الأمريكي