يعود تاريخ العلاج بالأعشاب في ادرار إلى ألاف السنين ، وقد ترافق مع تطور الإنسان وبناءا على ذلك فإن القرطوفة ، والحبق ، والشيح والعرعار ، والعقاية ، هي أعشاب استزرعت و استفاد منها الإنسان بإدرار لمدة طويلة من الزمن.
يولي الإنسان في ادرار أهمية كبيرة لزراعة الأعشاب ويرجع هذا إلى انعدام الصيدليات في القصور وقلة قاعة العلاج الطبية وبعد الاستعجالات ، وحتى وان وجدت هذه الأخيرة تكون عادة في مقر البلديات والدوائر ، لذا برع الإنسان هناك في تطوير علم الأعشاب وعلم الكيمياء النباتية ، وقد زود هذا بخبرة أجداده من اجل الاستعمال الحقيقي والصحيح للأعشاب في معالجة مختلف الأمراض التي تصيب الانسان والحيوان ، من زكام ، وآلام الرأس ، والبطن وغيرها من الأمراض... ، بغض النظر عن العواقب الوخيمة التي تشكلها على صحته في بعض الأحيان ، وقد ساهمت فكرة الأجداد في دراسة جيدة للأعشاب ، وهذا يشجع في استعمالها لأنها زاخرة بالمقومات الفعالة التي لها تأثيرات بيولوجية واضحة و بسبب فعاليتها الدوائية وسرعتها العلاجية في شفاء الكثير من الأمراض الشائعة الانتشار في المنطقة ـ فمثلا نبات العقاية هذه الشجرة التي تنمو في أماكن تواجد المياه بالصحراء تستعمل لعلاج أمراض المعدة ، ولها أعراض جانبية وهي اضطراب في النظر ـ ونذكر هذا بغض النظر على النباتات الأخرى لأننا نعرف جيدا ان مثل هذه الأمور قد تعتمد بالدرجة الأولى على المعرفة العلمية التي قد تدرس النبات من كل الجوانب ـ لكن يقال الحاجة أم الاختراع ـ فحاجة المواطن في توات إلى العلاج جعلته يبحث باستمرار في هذا العالم المتشعب ، الذي يتحمل نتائجه الايجابية او السلبية وخاصة عندما يتعلق الأمر بأعضاء حساسة في الجسم كالنظر فهناك العديد ممن فقدوا نظرهم باستعمال قطرات عشبة – أنبوـ التي توضــع الأوراق المـجففة مـنها في قطعة قـماش جديدة وتقطر في العين .
ويستعمل عشب لحبق المجفف في خلائط الشاي لتخفيف السعال ولطرد الغازات وأوجاع البول فأما زيته العطري فيستخدم في صناعة المعلبات لتبهير الأغذية .
ويستعمل نبات النجم وهو نبات طفيلي : فوائده تغلى أوراقه في الماء ، ويستعمل مشروبه لتوقيف تبول الأطفال في الليل
وتستعمل أوراق التبغ بعد أخرجها من الماء على مكان لسع العقرب لتخفيف من حدة الألم
ويستعمل مسحوق القرطوفة والحلبة لأمراض المعدة والأمعاء والقرحة .
ويستعمل النعناع المجفف لطرد الغازات ، وتهدئة الأعصاب ، ويعتبر زيته العطري مادة مطهرة ومطيبة
فما من داء إلا وله دواء وفي اغلب الأحيان يشفى المريض بمجرد ان يتناول عصير الشجرة الموصوفة له ، نهيك عن الأعراض الجانبية التي قد تصيبه .
وعندما نتكلم عن زراعة الأعشاب بأدرار يجب علينا أن نعرض أهم المميزات العامة والأنواع التابعة لمجموعة الأعشاب الطبية ، ومن أهم المميزات نذكر أن لها بيولوجية فعالة ، وهذه المواد تمتلك تأثيرات متنوعة ويكون محتواها في الأوراق ، والثمار ، والجذور .
وليست كل النباتات و إن وجدت بشكل طازج لا تعتبر مناسبتا للاستهلاك ، حيث ان الجزء المستعمل من النباتات يكون معالجا بالتجفيف أو بالاستخلاص أو بالتقطير لاستخراج الزيت العطري وذلك قبل الاستعمال وبمعالجة تتم وفق العديد من المراحل العقار العشبي هو المحصول الناتج من هذه الأعشاب .
إن مجموعة الأعشاب تعتبر ذات خصائص نباتية وفسيولوجية متباينة وبشكل مشابه لباقي النباتات مثلا النباتات الطبية تحتوي على أنواع حولية وثنائية الحول ومعمرة مع ساق عشبية أو شبه خشبية وبشكل جنيات وأنواع ذات ثمار وأخرى دون ثمار. ويبقى الإنسان هناك يعيش في حيرة بين ناقوس المرض وهاجس الأعشاب في انتظار حلول أخرى تقيه شر ما يعانيه .
كما ان تطوير إنتاج الأعشاب الطبية يمكن ان يساهم في تحقيق الصحة ورفع العائد المادي بشكل واضح وملحوظ ، عندما تزرع هذه النباتات بشكل عصري على مساحات كبيرة .