السلام عليكم
اعنوان المحاضرة : المرأة أمانة الله تعالى في الأرض .. فكيف نعاملها
للـــشيخ حبيب الكاظمي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
من الخطأ أن يتعامل الزوج مع زوجته من منطلق المعاملة بالمثل ، فلا يحسّن خلقه إلا إذا حسّنت هي خلقها.. والحال أن مبدأ (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ينطبق في هذا المقام .. ففرق بين حسن الخلق الذي يراد به وجه الله تعالى - تحقيقاً للمثل العليا - وبين حسن الخلق الذي يُصطاد به الدنيا..
إن من الضروري - للوصول إلى الحياة السعيدة - أن نمتلك النظرة الالهية والشفافة عن المرأة .. فهي خلقت في هذه الدنيا لتصل إلى كمالها أيضا ، وعليه فلا بد من أن نراها على أنها مخلوقة سائرة الى الله تعالى كالرجل.. فلا ينبغي أن نكون عنصر احباط لها في هذه المسيرة التكاملية .
إذا لم يكن الرجل ممن يحمل همّ الآخرة ، فعليه أن يعمل لصالح دنياه ، وذلك بأن لا يحوّل المرأة - بسوء خلقه - إلى موجود متوتر ، تصب توترها داخل العش الزوجي من ناحية ، وينعكس على تربية الأولاد من ناحية أخرى ، ومن المعلوم أنها شريكة العمر ، وهي خير استثمار لمن اراد ان ينمي قابلياتها وطاقاتها ، ليعود اخيرا : عليه ، وعليها ، وعلى الأولاد ، وعلى المجتمع ، بالنفع والفائدة.
ان عدم تحمل الرجل للمسؤولية داخل البيت ، لمن موجبات هدم الكيان الزوجي .. فهو يبدأ في أول حياته بكم هائل من الاشواق وإبداء الغرام ، ليتحول بعدها إلى من لا يرى انساً في المنزل ولا يتحمل اية مسؤولية ، حتى على مستوى الإنفاق الواجب ، وخاصة إذا كان للمرأة دخل مستقل ، فيحاول ان يبتزّ ما عندها ، وبالتالي لا تبقى له اية مسؤولية داخل المنزل سوى الوجود الاسمي.
- من الخطأ تكريس هذا المفهوم الدارج - عند النقاش الجدلي - وهو تشبث كل من الزوجين باهله ، ناسين مبدأ التفاضل بالتقوى .. فليس هنالك ( اهل للزوج ) مقابل ( اهل للزوجة ) بالمفهوم الاسلامي الدقيق ، فالمؤمنون جميعا بمثابة الجسد الواحد، ولا ينبغي نقل الخلافات في الأسرة إلى المجتمع الكبير.
- قال النبي (ص) : ( اتقوا الله في الضعيفين ) ويعني بذلك (المرأة واليتيم) .. ومن المعلوم أن ظلم من لا ناصر له إلا الله تعالى ، من موجبات التعجيل في الانتقام الالهي .. ومن هنا نعتقد ان الظالم لاهله، لا يمكنه ان يخطو نحو مدارج الكمال ، فكيف نتقرب الى المولى الذي حلّ سخطه علينا؟.
- ان إلتجاء الرجل الى الممارسات غير المشروعة : بدءاً بالنظر الى الصور المحرمة ، الى الممارسات العملية المحرمة ، تدمر العش الزوجي من جهات : فالذي يستذوق الحرام المتـنوع ، لا يكتفي بعدها بحلاله .. وخاصة عندما يقارن بين الحرام الميسور والمتنوع وبين الحلال الثابت .. ومن ناحية أخرى يسقط من عين الزوجة التي ترفض بفطرتها الخيانة الزوجية ، فكيف يتوقع الاحترام منها بعد ذلك؟.. أضف الى ان الله تعالى - الذي يقذف الود في قلوب الطائعين- يسلب ذلك الود من قلوب العاصين ، وهذا سر نفور الناس من فسقة الخلق حتى مع عدم الاطلاع على فسقهم.
- ان البعض ينظر الى العملية الجنسية ، كحركة بهيمية محضة ، وبالتالي قد لا يؤدي الحق الزوجي ، فيما لو اعتقد - مخطئاً - أن هذا يصده عن بعض الدرجات الروحية .. والحال ان الامر لا يخلو من حركة عاطفية موازية للحركة الغريزية ، وهي من موجبات تحصين الحياة الزوجية ، وإدخال السرور والارتياح النفسي على الطرف المقابل ، بشرط مراعاة عدم الافراط والتفريط.
- إن إبداء العواطف والحركات الرومانسية في التعامل مع الزوجة امر مطلوب شرعا ، فلقد روي عن النبي (ص) : ( قول الرجل للمرأة اني احبك ، لا يذهب من قلبها ابدا).. ولا ينبغي ان تقتصر هذه الحركة على السنوات الأولى من الزواج ، بل لا بد من ترطيب الحياة الزوجية بذلك دائما.
- لا ينبغي أن يجعل الرجل انسه خارج المنزل على حساب الزوجة ، فإن الله تعالى أمرنا باتقاء النار لأنفسنا أولا ، ثم للاهل ثانيا { قوا انفسكم واهليكم نارا } فترك الرجل زوجته تعيش الوحدة ، والعزلة - مستمتعا بأصدقائه - وخاصة في الليل ، نوع من التعذيب غير المقصود.
- ان اللجوء الى الضرب والالفاظ النابية في الحياة الزوجية ، تشكل قمة السقوط الروحي ، الذي يذهب ببهاء الحياة الزوجية ، ويحدث شرخا من الصعب إن يلتئم ، حتى بعد عودة الصفاء مرة اخرى .