--------------------------------------------------------------------------------
لهّاية طفلكِ...
=======
تضاربت الآراء حول لهّاية الأطفال، وتدعى أيضاً «مصاصة»، حتى باتت الأمهات في حيرة من أمرهن: متى أعطي طفلي اللهّاية؟ ومتى أمنعه عنها؟ ما هي منافعها وحتى أيّ عمر؟ وما هي مضارها؟ هل تشوّه شكل فمه وتعيقه عن التحدث باكراً؟
أسئلة اختلفت الإجابة عنها على مدى أجيال! ماذا يقول أطباء الأطفال، وما هو رأي الأمهات اللواتي عانين من هذه المشكلة مع أولادهن؟
هل خوف هؤلاء الأمّهات في محلّه؟ هل تعيق اللهّاية طفلكِ عن التكلم وتضعف عضلات فمه؟ هل تشوه فعلاً شكل أسنانه؟ في أيّ عمر ينبغي على الصغير الامتناع عن اللهّاية؟ هل تمنعينه عنها نهاراً وتسمحين له بها ليلاً؟ هذا غيض من فيض أسئلة مشروعة تطرحها الأمهات على أطباء أطفالهنّ وعلى بعضهنّ البعض. لنرَ ماذا يجيب أهل الاختصاص!
تشرح د. لينا ريغهار (رئيسة قسم طبابة الأطفال في مستشفى السويد الجامعي للأطفال): «تشكل اللهّاية عنصراً مهماً للطفل، إذ يصبح المصّ ردّ فعل طبيعياً لديه منذ ولادته. ينشأ هذا الشعور لدى الأطفال كلهم، لكن بشكل متفاوت، فحاجة البعض منهم إلى المصّ تفوق أحياناً حاجتهم إلى الغذاء». وهذا ما يفسّر شعور الطفل بالتمسك طويلاً باللهّاية التي يعتبرها جزءًا لا ينفصل عنه.
منافع
يعدّد مربّون كثر منافع اللهّاية، تقول الاختصاصية في تقويم الكلام لدى الأطفال في مستشفى أندرسن في هيوستن د. جودي دافيزون: {قبل أن نركّز على مساوئ اللهّاية، يجب تعداد منافعها التي لا تحصى حتى عمر السنة». لخّصت دافيزون هذه المنافع كالآتي:
1 - تبعد الضجر عن طفلكِ وتهدئ من انفعالاته.
2 - تساعده في النوم وتشعره بالراحة والاطمئنان وتعينه على التأقلم مع العالم حوله.
3 - تخفف من خطر الزيادة في الأكل من الثدي أو الرضّاعة. عندما تعطيه اللهّاية يسكت إن كان شبعاناً، أمّا إن بقي جائعاً فهو يعبر عن ذلك بالبكاء فوراً.
4 - تمنعه عن تناول اللهّاية أسهل بكثير من منعه عن مصّ إصبعه. يخاف الأهل كثيراً من هذه العادة التي قد ترافق أولادهم سنوات طويلة وتسبّب لهم عاهة في إصبع ما. من الأسهل بالنسبة الى الأهل مراقبة اللهّاية على مراقبة مصّ الإصبع.
5 - تخفف اللهّاية، كما توضح دراسات وإحصاءات عدّة، من خطر اختناق الطفل وموته (Death Syndrome Sudden Infant)
6 - تخفف من تشنج الطفل حين يمرض أو يخضع لعمليّة جراحيّة أو حقنة بإبرة.
مضار
في إحدى محاضراته العلميّة حول اللهّاية كوسيلة لا بدّ منها لكل طفل، عدّد د. نبيل باركر، المضار التالية:
1 - تؤخّر اللهّاية شعور الطفل المريض بالجوع، لأنه يتعب من كثرة مصّها فيتخلى عن شراب حليبه ويخسر بعضاً من وزنه.
2 - تفيد الإحصاءات أن الأطفال المصابين بالتهاب في أذنهم الوسطى هم أكثر عدداً من الذين تخلّوا عنها، لأن تحريك عضلات الفم باستمرار يزيد حدّة الالتهابات. يفضَّل خفض استخدام اللهّاية ما بين عمر السنة الى العشرة أشهر.
3 - زيادة استعمالها تؤخّر تكلّم طفلكِ وتجعله يلفظ العبارة بشكل غير صحيح لأنها تخرج من طرفي فمه.
4 - تصبح مرادفة للنوم، فإذا وقعت في الليل يظل طفلكِ يبكي حتى تعيديها إلى فمه.
5 - استخدامها الطويل قد يشكّل ضرراً للفم وتشويهاً للأسنان. تعتبر الوقاية في هذا المجال أفضل من احتمال وقوع التشويه بعد ذلك.
6 - عندما تبلّ اللهّاية بموادّ تحتوي على السكرّ فإنها تعرّض الأسنان للتلوّث.
7 - أكّدت الإحصاءات أيضاً أن نسبة ٢% من الأطفال المرضى التقطوا الجراثيم الملتصقة بلهّاياتهم.
تخفيف اللجوء إليها
هذه الحاجة الماسّة الى المصّ تأخذ في التراجع عندما يصبح الطفل بعمر خمسة أو ستة أشهر، وعلى الأهل المبادرة الى تخفيف استخدامها، كي تصبح عادة لدى الطفل أكثر مما هي حاجة. من الأفضل توقيفها نهائياً بعد الشهر العاشر لتسمح بالتكلم جيّداً وللتخفيف من خطر زيادة التهاب أذن الطفل الوسطى ولتجنّب المضارّ الأخرى.
يرغب معظم الصغار في استخدام اللهّاية حتّى الثالثة أو الرابعة من العمر، لكنّ خوف الأهل من مضارها يجعلهم يوقفونها قبل ذلك الوقت بكثير، وهذا عين الصواب. لكن هذه العادة التي اكتسبها الولد قبل أن تتفتح عيناه على العالم قد يصبح إلغاؤها بسرعة صعباً، وعلى الأهل التحلّي بالصبر والفطنة لأن الطفل لن يساعد في التغيير بل سيعترض بالبكاء والصراخ والمقاومة الجسدية أحياناً.
اختيار الوقت المناسب لامتناع طفلكِ عن أخذ اللهّاية أمر مهم جدّاً. ينبغي تجنّب المنع في حالة المرض أو التوتر، وعلينا ألاّ نشعره بأننا نعاقبه أو نذلّه عندما نحاول إبعادها عنه. لكلّ عمر أسلوب في معالجة هذا المنع:
1 - لغاية ٦ أشهر:
ينبغي إيجاد بديل لجعل طفلكِ هادئاً.
2 - ٦ أشهر لغاية سنتين:
- لا تعطه اللهّاية إلا ليلاً أو عند النّوم فحسب.
- لا تستخدمي اللهّاية وسيلة لإبقائه هادئاً.
- حاولي تسليته باللعب معه.
- أحضنيه وتحدّثي معه عندما يكون متوتراً وتشاركي معه لعبة يفضّلها.
3 - سنتين وما فوق:
– ذكّريه دائماً بعدم استخدام اللهّاية خلال النهار أو اعطه وعداً بتقديم مكافأة له إذا تخلى عنها.
– أبعدي اللهّايات كافة ما عدى واحدة.
– إقطعي يومياً جزءاً صغيراً منها من دون أن يراك فتصبح مصدر إزعاج له لا مصدر لهو.
– اختاري وقتاً مناسباً له كي تبعدي اللهّاية نهائياً عنه.
– خذيه معك إلى متجر للألعاب واجعليه يستبدل لعبة تعجبه باللهّاية التي معه بعد اتفاقك ضمناً مع البائع.
قدّ لا تنفع هذه الإرشادات جميع الأولاد٬ لكن تذكري في الوقت نفسه كم يصعب علينا نحن الكبار الإقلاع عن تسلية اعتدنا عليها سنوات. التحلّي بالصبر وابتداع أفكار تساعد الطفل في تجاوز هذه العادة واستشارة الاختصاصيين في المجال لا بدّ من أن يكون لها صدى إيجابيّ يسهم في الحلّ.