طفلك واللقاحات
==========
مسلسل اللقاحات طويل، يبدأ منذ أسابيع الولادة الأولى. اطلعي على أهم اللقاحات ومواعيدها والظروف المانعة لإجرائها.
لقاحات إلزاميّة
الخناق: شكّل سبباً رئيساً لوفاة الأطفال في القرن التاسع عشر. كان يتّخذ في البداية شكل التهاب في الحلق وينتهي بالاختناق. أصبح اللقاح المستحدث عام 1923 إلزامياً منذ عام 1938. منذ ذلك الحين، تراجع عدد الوفيات حتى اختفى نهائياً.
• الكزاز: أصبح أقل إثارة للرعب منذ تعميم الإجراءات الصحية التي تحول دون الإصابة به، لكن اللقاح ضده ما زال الزامياً.
يسجَّل سنوياً بعض الوفيات في صفوف المتقدمين في السن، والسبب تلوّث جرح ناتج من شق أو عضة، فتنتقل المواد السامة المفرزة الى المحاور العصبية وحتى النخاع الشوكي، ما يؤدي إلى الوفاة. أصبح اللقاح الزامياً منذ عام 1940.
• شلل الأطفال: شكّل كارثة حقيقية في الأربعينات والخمسينات ويُتوقع أن يصبح قريباً ثاني مرض يتم التخلص منه نهائياً بفعل اللقاح بعد الجدري. تسبّب هذا المرض بأنواع كثيرة من الشلل بسبب فيروس يضرب النخاع الشوكي.
متى؟ لقّحي طفلكِ ضد هذه الأمراض الثلاث في الشهر الثاني والثالث والرابع من عمره. كرّري اللقاح قبل بلوغه 18 شهراً. ينبغي تكرار اللقاح ضد الكزاز كل عشر سنوات.
أيضاً... تضاف أحياناً لقاحات أخرى غير إلزامية وإنما مفيدة في الحقنة نفسها، لحماية الرضيع ضد الالتهابات التي يسببها فيروس Haemophilus Influenzae من نوع B (يتسبب بالتهاب السحايا) والسعال الديكي وحتى التهاب الكبد (hepatitis B).
ضروريّة
لقاحات يشدَّد على ضرورة إجرائها: السحايا، السعال الديكي، الحصبة، التهاب الغدة النكفية، الحصبة الألمانية. التلقيح ضد هذه الأمراض غير إلزامي، لكنه رائج ومفيد.
• السحايا: الالتهابات العائدة إلى بكتيريا Haemophilus influenza من نوع B وهي جرثومة مسؤولة عن التهاب السحايا لدى الأولاد، يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع والوفاة. أخضعي طفلك لهذا اللقاح في عمر الشهرين والثلاثة والأربعة أشهر، ثم عند الـ 16 أو 18 شهراً. يمكنكِ الاستمرار بإجراء هذا اللقاح حتى الخمس سنوات.
• السعال الديكي: يتسبب لدى الصغار بضيق كبير في التنفّس. لقّحي طفلكِ في عمر الشهرين والثلاثة والأربعة أشهر، ثم بين الأشهر الـ 16 والـ 18. ما زالت الجرثومة المسببة لهذا المرض تصيب الرضّع الذين لم يبلغوا سن التلقيح بعد والمراهقين والراشدين الذين فقدوا المناعة التي يوفرها اللقاح. من هنا أهمية تجديد اللقاح بين سن الـ 11 والـ 13.
• الحصبة والحصبة الألمانيّة والتهاب الغدّة النكفيّة الألمانيّة: يكفي إجراء حقنة واحدة لإبعاد هذه الأمراض الثلاثة معاً. أدى هذا اللقاح الذي يُنصح بإجرائه للأطفال إلى تراجع نسبة الحصبة، لكنه لم يقضِ عليها. عام 2000، توفي ما يقارب 7000 شخص بسبب هذا المرض في أوروبا، ما أدى إلى البدء بوصف الجرعة الثانية من اللقاح في سن باكرة حتى أصبح تناول الجرعتين يتم قبل بلوغ العامين، على أن تعطى الجرعة الأولى عند بلوغ العام الأول والجرعة الثانية بين الشهر الـ 13 والـ 24.
• التلقيح ضد التهاب الغدة النكفية: يبعد خطر الإصابة بالطرش والعقم لدى المصابين من الشبان. أما الحصبة الألمانية فهي حميدة بحدّ ذاتها، لكنها تصبح خطيرة عندما تصيب المرأة الحامل، وتؤدي إلى تشوّه الطفل. يتمّ تلقيح الفتيات في سن مبكرة للتأكد من مناعتهن ضد هذا المرض لدى بلوغهنّ سن الإنجاب.
• جدري الماء: لا ينصح الأطباء بإجراء اللقاح لغير الأطفال الضعفاء. لكن إن كنت تريدين تفادي إصابة طفلكِ بهذا المرض، لقّحيه ابتداء من عامه الأول. يكفي إعطاؤه جرعة أو جرعتين.
ينصح بها
غالباً ما يُنصح بالتلقيح ضد: السل، التهاب الكبد، والالتهاب الرئوي. ليست هذه اللقاحات إلزاميّة، لكنها تحمي ضد بعض الأمراض الخطرة التي ما زالت مستشرية.
• ضد السل: لم يعد التلقيح ضد السل إلزامياً منذ العام الفائت، لكنه ضروري للأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بهذا الداء، أي الذين يعيشون في مناطق تشهد انتشاراً لمرض السل، أو للأطفال المولودين في بلد ينتشر فيه هذا المرض، أو إذا كان أحد الوالدين متحدراً من هذا البلد. تجدر الإشارة إلى أن التلقيح يجب أن يتم بعد الولادة في أقرب وقت ممكن.
ملاحظة: التلقيح يحمي الأطفال من التقاط بعض الأنواع الخطرة من السل، لكنه لا يقضي على المرض.
• التهاب الكبد: أصبح أقل رواجاً، لكن خطر الإصابة به ما زال قائماً. ينتقل هذا المرض بالعلاقات الجنسية والدم وتقاسم آنية الطعام. لا ضرورة لإجراء حقنة إضافية لطفلك، لأن هذا اللقاح الذي يُجرى باكراً يُضم إلى اللقاحات الإلزامية الخاصة بعمر الشهرين والأربعة أشهر والـ 18 شهراً.
ملاحظة: الطفل الذي يلقّح في صغره يكتسب مناعة ترافقه مدى الحياة.
• المكوّرة الرئويّة: بكتيريا مسؤولة عن التهاب القصبات والرئة التي قد تتطور إلى أشكال مرضية خطرة كتجرثم الدم (امتلاء الدم بالجراثيم) والتهاب السحايا. يحول اللقاح دون إصابة الأولاد بمثل هذه الالتهابات. من هنا ضرورة إخضاع طفلكِ قبل عمر السنتين لهذا اللقاح.
ملاحظة: يمكن تلقيح الطفل في عمر الشهرين والثلاثة والأربعة أشهر وتجديد اللقاح بين عمر الـ 12 شهراً والـ 15 شهراً.
• فيروسات الـ rotavirus: مسؤولة عن نوبات الإسهال القوية، وغالباً ما تتسبب بالوفاة في البلدان النامية. لذا لا يشدد الخبراء على ضرورة التلقيح وإنما يراهنون على الاعتناء جيداً بظاهرة الالتهاب المعوي بفضل إضافة ما يحتاج إليه الجسم من ماء وغسل اليدين بصورة متكررة لحماية الأولاد. مع ذلك، تؤدي نوبات الإسهال هذه إلى دخول بعض الأشخاص إلى المستشفى كما تتسبب ببعض الوفيات.
ملاحظة: قد يفيد هذا اللقاح الأولاد الضعفاء أو المولودين قبل أوانهم شرط إجرائه قبل الستة أشهر.
ظروف
• عندما يسيل أنف الطفل، يرغب البعض في تأجيل موعد اللقاح. لحسن الحظ أن الأطباء يطمئنوننا ويؤكدون أن هذه الاصابات لا تسبب أية مضاعفات.
• الربو، الأكزيما أو الأمراض الجلدية الأخرى أو حتى أمراض القلب المزمنة، والالتهاب الشعبي الرئوي وأمراض الكلى والتهاب الكبد وسوء التغذية والسكري ليست من الظروف المانعة للقاحات.
• الحساسية ضد بياض البيض تحول دون إجراء اللقاح ضد التهاب الغدة النكفية والحمّى الصفراء، لأن اللقاحات ضد هذه الأمراض مصنوعة من البيض.
• الخلل في جهاز المناعة يحول دون استعمال بعض اللقاحات الحية المخففة كالحمى الصفراء والـ BCG والثلاثي (الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الغدة النكفية).
• الإصابة بمرض تطوري في الجهاز العصبي يحول دون إجراء اللقاح ضد السعال الديكي.
• إن أصيب طفلك بمرض يعتبره الطبيب مثيراً للقلق يفضّل تأجيل اللقاح أيضاً.
الى الخارج
بالإضافة إلى اللقاحات ضد أكثر الأمراض رواجاً كالحصبة والسل، تستوجب الإقامة في الخارج إجراء بعض اللقاحات الخاصة ببلد الاغتراب. لكن حذار، لا يمكن إجراء هذه اللقاحات قبل أوانها.
• التهاب الكبد: يتسبب به فيروس موجود في الماء والفاكهة والخضار النيئة. على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 12 والـ 18 شهراً تلقّي جرعتين من هذا اللقاح على أن يجدَّد بعد ستة أشهر أو عام.
• الحمى الصفراء: يتسبب بها فيروس ينقله البعوض. يمكن البدء بإجراء اللقاح منذ الستة أشهر، لكنه غير الزامي قبل بلوغ السنة.
• الحمى التيفوديّة: تتجلى بحمى قوية ونوبات من الإسهال سببها بكتيريا موجودة في الماء الملوّثة بالبراز. يتم التلقيح ضد هذا المرض ابتداءً من العام الثاني.
بعد التلقيح
• أتركي مكان التلقيح مكشوفاً لتسهيل التئام الجرح.
• لا تضغطي على مكان الحقنة.
• ضعي ضمادة جافة ومعقّمة على الجرح.
• تجنّبي وضع مرهم في مكان الحقنة بسبب خطر الالتهاب.
• يسمح بالاستحمام منذ اليوم الأول لتلقيح الطفل.