في سلسلة من الهجمات الشرسه التي يشنها الكفار على الأمة الإسلامية لطمس معالمها و القضاء على قيمها يروج الإعــلام الغربي و حلفاؤه لعيد خبيث سموه بإسم شريف ـ لينشروا الرذائل في أثواب الفضيلة تلبيسا و تدليسا على المسلمين ـ ذلكم هو عيد الحب ـ أو بالأحرى عيد القديس ( فالنتاين ) فماذا تعرفون ـ أحبائي ـ عن يوم 14 فبراير ؟
البعض يقول لا نعرف عنه سوى أنه يوم عادي ، و لكن آخرون يعرفون عنه بواسطة التلفاز و الجرائد على أنـه يوم الورود الحمراء و الهدايا الحمراء و القلوب الحمراء و اليلة الحمراء .
لكن هؤلاء و أولائك ربما لا يدركون من أين جاءت قصة هذا اليوم الأحمر و ما أصله فأقول :
جاء في الموسوعات عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يسمى ( لوباركيليا ) في 15 فبراير من كل عام ، و فيــه عادات و طقوص وثنية ، حيث كانو ا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة كي تحمي مراعيهم من الذئاب ، و كان هذا اليـــــوم يوافق عطلة الربيع عندهم ، ثم تغير إحتفالهم الى 14 فبراير و ذلك في القرن الثالث الميلادي ، و في تلك الآونه كان الديــن النصراني في بداية نشأته ، حينها كان يحكم الإمراطورية الرومانية الأمراطور ( كلايديس الثاني ) الذي حرم الزواج علـــى الجنود حتى لا ينشغلوا عن خوض الحروب ، لكن القديس ( فالنتاين ) تصدى لهذا الحكم و كان يتم عقود الزواج ســــرا ، و لكن سرعان ما افتضح أمره ، و حكم عليه بالإعدام . و أثناء سجنه عرض عليه الإمراطور العفو مقابل أن يترك النصرانية و يعبد آلهة الرومان و يجعله من المقربين ، و يجعله صهرا له ، إلا أن ( فالنتاين ) رفض هذا العرض و آثر النصرانية . فنفذ فيه حكم الإعدام في 14 فبراير من سنة 270 ميلادية ، و من يومها أطلق عليه لقب ( قديس ) .
بعد سنين إنتشرت النصرانية في أوروبا و أصبح لها السيادة و تغيرت عطلة الربيع و أصبح العيد في 14 فبراير إسمه ـ عيد القديس فالنتاين ـ إحياءا لذكـراه ، لأنـه فـدى النصرانية بزعمهـم ، و أصبـح من طـقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء ، و بطاقات بها صور ( كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوسا ، و هو إله الحب لدى الرومان و كانو يعبدونه من دون الله .
هذا هو ذلك اليوم الذي يحتفل به و يعضمه كثير من شباب المسلمين و نسائهم و ربما لا يدركون هذه الحقائق .
لعل قائلا يقول إنكم بهذا تروجون لهذا اليوم و ربما لم يكن يعرفه الكثير فأقول :
إن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة كما يقال و أصبح سريع الإتصال و المشاهدة و ذلك بسبب التطورات العلمية و وسائل الإتصال الحذيثة ، و ما لم يسمع اليوم يسمع غذا ، وحين تعلم حقيقته اليوم فإنك لن تخدع غذا كما خدع من الشباب بالأمس .
ثم قد يقول قائل آخر أنتم هكذا تحرمون الحب و نحن في هذا اليوم إنما نعبر عن مشاعرنا و عواطفنا وما المحذور في ذلك ؟ فالجواب يكون كالتالي :
01 ـ من الخطأ الخلط بين ظاهر مسمى اليوم و حقيقة ما يريدون من ورائه ، فالحب المقصود في هذا اليوم هو العشق و الهيام و اتخاذ الأخدان و المعروف عنه أنه يوم الإباحية و الجنس عندهم بلا قيد و حدود ، و هؤلاء لا يتحذثون عن الحب الطاهر بين الرجل و زوجته و المرأة و زوجها .
02 ـ إن التعبير عن المشاعر و العواطف لا يسوغ للمسلم إستحذاث يوم يعضمه و يخصه من تلقاء نفسه بذلك و يسميه عيدا ، أو يجعله كالعيد ، فكيف باليوم و هو من أعياد الكفار .
03 ـ لا يوجد دين يحث أبناءه على التحابب و التسامح و المودة و التآلف كديننا الإسلام ، و هذا في كل وقت و في كل حين ، لا في يوم بعينه ، بل حث على إظهار العاطفة و الحب في كل الأوقات كما قال عليه الصلاة و السلام : ـ إن أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ـ و قال : ـ و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنه حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ـ
04 ـ إن الحب في الإسلام أعم و أشمل و أسمى و لا يقتصر على صورة واحدة هي الحب بين الرجل و المرأة، بل هنالك مجالات أشمل و أرحب بل و أسمى . فهنالك حب الله تعالى وحب رسوله وحب صحابته و حب الوالدين و حب أهل الخير و الصلاح و حب الدين و نصرته و حب الشهادة في سبيل الله .....إلخ .
إن وسائل الإعلام و المسلسلات و الأفلام تبث ليلا و نهارا على أنه لا يمكن أن ينشأ زواج ناجح إلا إذا قامت علاقة حب كما يقولون بين الشاب و الفتاة حتى يتحقق الإنسجام التام بينهما ، و من ثمة تكون حياة زوجية ـ إن وجدت ـ ناحجة .
جاء في دراسة أعدتها جامعة القاهرة أن الزواج الذي يأتي بعد قصة حب تنهي 80% من حالاته بالإخفاق , و أما ما أطلق عليه بالزواج التقليدي فقد حقق 70% من حالات النجاح . فالصلة بين الزوجين صله مودة و رحمة و ليست علاقة عشق و هيام و صبابة و غرام ، فهي صلة محبة هادئة و صلة رحمة متبادلة .
ثم أين دعوى الحب و تخصيصهم يوم عيد له وواقعهم شيئ آخر ، ففي أمريكا 79% من الرجال يقومون بضرب النساء بخاصة إذا كانو متزوجين . و في تقرير للوكالة المركزية للفحص و التحقيق فإن هنالك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية وفي مجلة التايم الأمريكية أن حوالي 4000 زوجة من أصل 6 ملايين زوجة مضروبة تموت نتيجة ذلك الضرب . و في فرنسا تتعرض حوالي مليوني إمرأه للضرب . فهذا عيد الحب إذن إنحراف خطيـــــــــــــــر . و بذلك وجب علينا مقاومته و البراء و التحذير من مشابهة أهل الكتاب و مضاهرهم و أيامهم و أعيادهم .
هذا هو عيد الحب 14 فبراير المزعوم .