fidelle2008
عدد الرسائل : 522 الموقع : hawaaelghad.ahlamontada.net العمل/الترفيه : جمعية حواء الغد البلد : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: دراسة لنماذج من القصة القصيرة , بقلم د . حسن مُحسن الأربعاء أكتوبر 22, 2008 11:35 am | |
| تُعد القصة القصيرة أحدث أنواع القصة الثلاثة و هي : القصة القصيرة , و القصة , و الرواية , كما تُعتبر أكثر هذه الأنواع انتشاراً , و هي
ليست مجرد قصة تقع في صفحات قلائل , كما قد يتبادر إلى الفهم , و إنما هي لون من ألوان الأدب الحديث , الذي ظهر في أواخر القرن التاسع
عشر الميلادي , و له خصائص و مميزات شكلية معينة . و هي من النماذج الأدبية التي عرفها العرب في العصر الحديث ضمن ما وفد إليهم -
من أشكال الأدب - من أوروبا .
أما في الآداب الغربيّة , فهناك عدة محاولات لكتابة القصة القصيرة قبل القرن التاسع عشر , و لكنها كانت قصيرة من ناحية الحجم فقط , لا من
ناحية الشكل الفني , و لقد قامت أولى هذه المحاولات من ( روما ) داخل حجرة فسيحة من حجرات قصر ( الفاتيكان ) , اعتاد أن يفد إليها نفرٌ
من الناس لللهو و التسلية و تبادل الأخبار , و في هذا المصنع كانت تُخترع أو تقص كثرة من النوادر الطريفة عن رجال إيطاليا و نسائها , و
كان أكثر هذا المصنع روّاداً رجل غريب الأطوار يُدعى ( بوتشيو ) عمل سكرتيراً للبابا , و قد دوّن النوادر التي قصّها و سمعها في هذا المصنع
و أعطاها شكلاً أدبياً أسماه ( الفاشيتيا ) أي فن القصة القصيرة . و هنالك محاولة ثانية ظهرتْ أيضاً في القرن الرابع عشر في إيطاليا قام بها
( جيوفاني بوكاتشيو ) صاحب ( قصص الديكامرون ) أو المائة قصة , و قد جاءت القصص التي كتبها ( بوكاتشيو ) و أسماها ( النوفلا ) أطول
بكثير من قصص مصنع الأكاذيب , و قد لقيتْ رواية الخبر في ( النوفلا ) من العناية قدراً أوفر مما كانت تلقاه ( الفاشيتيا ) , و كان ذلك سبباً
عاشتْ من أجله ( قصص الديكامرون ) و تداولتها الأجيال , و اقتبس منها الشعراء و الكتّاب في كل زمان , و استمرتْ القصة القصيرة تسير
في هذا الطريق زمناً و أجيالاً بعد ( بوكاتشيو ) حيث يسلط الكاتب أضواءه على واقعة مثيرة في حياة فرد من الأفراد , ما يزال بها حتى تنتهي
في أغلب الأحيان إلى خاتمة مرسومة كالفراق أو الموت أو الزواج .
و قد ظلّت القصة القصيرة على هذا النحو و هي في طريق التطور حتى جاء ( موباسان ) في فرنسا , و ( أنطوان تشيكوف ) في روسيا , فكانا
على رأس الكتّاب الذين أرسوا دعائم هذا الفن في الآداب الغربية .
كان ( موباسان )في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يعتقد أن الحياة تختلف عمّا ترسمه القصص , فليس أهم ما فيها هو الفراق أو الزواج
, فبين طيّاتها أمور عادية قد تعكس معاني جديدة بالإعتبار , و لم يكن من الضروري في رأي موباسان أن يتخيّل الكاتب مواقف أو شخصيات
غريبة ليخلق قصة ما , فقد يكفيه أن يصور أفراداً عاديين في مواقف عادية , و لم تختلف هذه النظرة عن نظرة أصحاب المدرسة الطبيعية التي
ينتمي إليها ( موباسان ) أمثال : ( زولا ) و ( فلوبير ) ممن حاولوا تصوير الحياة في رواياتهم , إلا أن ( موباسان ) كان يعتقد أن الحياة تحتوي
لحظات عابرة منفصلة تعجزُ الرواية عن تصويرها , و وجد الحل في القصة القصيرة ; لأنها وسيلة طبيعية للتعبير عن الواقعية الجديدة , و تلائم
روح العصر , لهذا ارتبطت القصة القصيرة باسم ( موباسان ) , و كان للواقعية الجديدة التي يدين بها أثرها الواضح على بناء القصة القصيرة ;
لأن هذه الواقعيّة ترى الحياة تتكون من لحظات منفصلة , و القصة عند ( موباسان ) تصور حدثاً معيناً لا يهتم الكاتب بما قبله أو بما بعده , و
هذا هو الشكل الذي اتخذته القصة القصيرة منذ ( موباسان ) حتى عصرنا , و قد تأثّر به كبار كتاب القصة كل من ( أنتون تشيكوف ) و ( كاثرين
مانسفيلد ) و ( إرنست همنجواي ) و ( لويجي بيراندللو ) .
و قد تأثّرت القصة الأمريكية بهذين الإتجاهيين الواقعي و الطبيعي منذُ مطلع القرن العشرين , و تحدّث أعظم كتاب القصة القصيرة الأمريكيين
( إدجار آلان بو ) , فقال : إن القصيدة تختلف عن القصة بوحدة الإنطباع , أي الإنطباع الواحد الذي يذكرنا بإشتراط تحقيق الوحدات الثلاث
التي عرفتها المسرحية الفرنسية ( الكلاسكية ) , فهي تمثّل حدثاً واحداً في وقت واحد , و تتناول القصة القصيرة شخصية واحدة أو حدثاً واحداً
, أو عاطفة , أو مجموعة من العواطف يثيرها موقف واحد .
و القصة القصيرة - و هي أكثر الفنون تعقيداً - تُعد امتحاناً عسيراً لفهم الكاتب للمنطق النفسي لأبطاله قبل أن يصوّر أفعالهم و انفعالاتهم ,
فهو لا يبني عالماً , بل يشق طريقاً , و هو لا ينقلنا إلى وجوه بمئات التفاصيل التي تحيط بالمشكلة , و إنما يقنعنا بالمشكلة نفسها , و لهذا
كانت القصة القصيرة شبيهة بالشعر , فهي ليست صنعة تفكير و لا خيال , بقدر ما هي صنعة حساسيّة , و من خلالها يلتقط الكاتب من العالم
المحيط به نظرة خاصة إلى الاشياء , و يُدرك ما هو قيّم و ما هو تافه , و هذا الإدراك هو لبّ فنه , و هو الخلاصة الشعريّة التي تكمن خلف
أعماله .
و بالعودة إلى الدراسات النقديّة الحديثة نجدها تنظر إلى القصة القصيرة بصفتها وحدة لا يجوز دراسة أي جزء منها بمعزل عن الآخر , و كل
عنصر من عناصرها يجب أن يُسهم في سبيل الوصول إلى التأثير النهائي , فالحادث يجب أن ينتج من الدوافع المُتضاربة للشخصيات , أما
الموضوع أو الفكرة , فلا تعني مجرد استخلاص مغزى , بل أن الفكرة ينبغي أن تنطوي ضمن التركيب ذاته , و تصبح جزءاً تاماً في العمل
كله , مثلها مثل الأشخاص و الحوادث .
و لهذا كله تُعد القصة القصيرة دون أي شكل آخر من أشكال الفن بما فيه الشعر , أحوج الفنون إلى موهبة ذات صفات معينة , و قد يُساق
للتدليل على هذا الحكم أن تاريخ الآداب يضمّ آلاف الروائيين و كتّاب المسرح , و آلافاً أكثر من الشعراء , و لكنه يضمّ عدداً قليلاً من كتاب
القصة القصيرة الحقيقيين , و من ثم يقولون إنها من مستحيل , و لكنها تصبح أسهل الفنون لدى الموهبين فيها . | |
|
nina
عدد الرسائل : 103 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: دراسة لنماذج من القصة القصيرة , بقلم د . حسن مُحسن الأربعاء ديسمبر 10, 2008 3:50 pm | |
| | |
|
karima live
عدد الرسائل : 136 الموقع : alger العمل/الترفيه : الخواطر البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: رد: دراسة لنماذج من القصة القصيرة , بقلم د . حسن مُحسن السبت ديسمبر 13, 2008 6:57 pm | |
| سلمت اناملكي وفي انتظار جديدكي | |
|
ترف
عدد الرسائل : 203 الموقع : 111 العمل/الترفيه : 111 البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: رد: دراسة لنماذج من القصة القصيرة , بقلم د . حسن مُحسن الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 6:51 am | |
| | |
|
مريم
عدد الرسائل : 214 الموقع : hawaaelghad.ahlamontada.net العمل/الترفيه : جمعية حواء الغد البلد : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: رد: دراسة لنماذج من القصة القصيرة , بقلم د . حسن مُحسن الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 6:52 am | |
| | |
|