أمراض كثيرة نسمع عنها ونتحدث فيها، دون معرفة علمية لماهيتها وأسبابها، ومرض تصلب الشرايين من المصطلحات الطبية التي يكثر الكلام عنها، خصوصاً انه يُكتب على عبوات السجائر تحذير من الإصابة بهذا المرض، حيث يعد التدخين أحد أسبابه الرئيسية.
لكي نطلع عن مدى وعي الناس بهذا المرض، والتعريف به، وعن أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه، كان هذا التحقيق: معلومات محدودة
«كل ما أعرفه هو أن التدخين أحد أسبابه». هكذا تحدث مصطفى مبارك عن تصلب الشرايين وتابع: في اعتقادي أن التحذير الذي يكتب على علب السجائر هو الذي يدفع الكثير منا إلى ربط تصلب الشرايين بالتدخين، ولذا فإن معرفتي عنه تقف عند هذا الحد، أما عن أعراضه وأسبابه الأخرى فلا علم لي بها.
سالم علي، هو الآخر كل ما يعرفه عن تصلب الشرايين، هو أن الإصابة به محصورة في المدخنين.
يقول سالم: أعتقد أن تصلب الشرايين يعني تضيقها بسبب تراكم النيكوتين في الدم، ولذا يرتبط المرض بالمدخنين، ولكنني سمعت أن السمنة الزائدة قد تعرض صاحبها للإصابة به أيضاً، ولكني أرى أن معظم من يصاب به هم المدخنون.
تجربة
تيسير محمد يعاني من مشكلة تصلب الشرايين، وهو في الوقت الحالي مصاب بأحد شرايين القلب المهمة، وهو الشريان التاجي الأيسر. حدثنا عن تجربته قائلا:
في فترة من الفترات تعرضت لأزمة صدرية حادة، تطلبت أن تجرى لي عملية القسطرة، واتضح أن الشريان التاجي الأيسر عندي فيه تضيق في ثلاث مناطق، ما تطلب تدخلاً فورياً، حيث زرعت لي ثلاث دعامات في المناطق الثلاث الموجودة في الشريان التاجي الأيسر.
والدعامة بطبيعة الحال حل، وحل ناجع جداً، لكن لا أحد يمكنه التأكد من أن الدعامة ستظل مفتوحة لفترة طويلة أو للأبد، فمعظم الدراسات التي أجريت على الدعامات التي تثبت في شرايين القلب، أظهرت أن هناك احتمالاً لتضيقها أو حدوث انسداد فيها، أو أي تأثيرات أخرى في المكان الذي توجد فيه الدعامة.
وكما قال الأطباء، فإن ذلك التضييق أو ذلك الانسداد يحدث عادة في الأربع والعشرين ساعة التي تلي إجراء تثبيت الدعامة، أو أنها تحدث في الفترة ما بين 4 و6 أشهر من إجراء التدخل.
وقد أجريت لي عملية التوسيع والتثبيت،حيث أكد لي الأطباء أن السمنة الزائدة وقلة الحركة، كانت السبب في تعرضي لهذا المرض، مع العلم بأنني لست مدخناً، وهاأنذا الآن، أسير بنظام غذائي صارم، وأدوية تلازمني أينما ذهبت ومتابعة طبية دورية، خشية تعرضي لأزمات مستقبلية.
تعريف طبي
عن ماهية تصلب الشرايين وأسبابه وطرق علاجه والوقاية منه حدثنا د. خالد الحديدي استشاري الأمراض الباطنية في المستشفى الدولي الحديث في دبي قائلا:
إن تصلب الشرايين هو فقدان الشريان وظيفته الأساسية في الانبساط والانقباض مع تغير الدورة الدموية، نظراً لوجود ترسبات في جدار الشريان (مجموعة الدهون والمواد المؤكسدة والعوامل الأخرى المساعدة على التصلب).
والسبب الرئيسي لتصلب الشرايين بداية، هو وجود نوع من الدهون المتأكسدة وقيامها بالتفاعل مع جدار الشريان، وكذلك ترسبات الدهون وتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشريان.
يبدأ التصلب عادة بمجرد فقدان الشريان خاصيته الأساسية، حيث يتم تكون نتوء يشبه التلة، ومع تقدم الحالة والإهمال في عدم اتباع النصائح اللاحقة، قد يؤدي ذلك إلى انسداد تام في الشريان وحدوث أعراض مرضية حسب مكان الشريان مثل (أمراض الشريان التاجي، جلطة الدماغ، جلطة الأطراف السفلية وغيرها).
ومن العوامل التي تؤدي للإصابة بتصلب الشرايين:
1- التدخين
2- مرض السكر
3- مرض ضغط الدم
4- أمراض اختلال مستوى الدهون
5- البدانة أو السمنة
6- العوامل الوراثية
وللوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين، علينا أولاً الامتناع عن التدخين، ومن ثم محاولة ضبط وعلاج الأمراض السابقة الذكر.
أما العلاجات المستخدمة لهذا المرض، فهناك مضادات تجمع الصفائح، علاج السكري والضغط والدهون بانتظام، ممارسة الرياضة بصفة مستمرة، الإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة.ويمكن استخدام بعض الأدوية الجديدة التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض.وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلاج يتم في كل حالة على حدة، حسب مكان الشريان المتصلب.