بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي في سورة الكهف
واذ قال موسي لفتاه لا ابرح حتي أبلغ مجمع البحرين أوأمضي حقبا - من الآية60 حتي الآية82..................)
وقف موسي عليه السلام ذات مرة خطيبا في بني اسرائيل يحضهم علي الايمان ويحثهم علي الطاعة ويدعوهم الي التمسك بشرع الله لهم ولقد فتح الله له فتوحا عظيمة في الوعظ والارشاد وضرب الامثال فاستحوذ علي مشاعر الناس وعقولهم وشدهم اليه وأنصتوا له معجبين فلما انتهي سأله بعضهم وقد فتنوا بعلمه:
من أعلم الناس ياموسي ؟ فقال علي الفور أنا....
وكانت هذه الكلمة (الأنا) سببا في عتاب الله له عليها فعاتبه الله عليها وأفهمه أنه كان يجب ان يرد ذلك الي علم الله سبحانه وتعالي وفضله لأنه مصدر كل شيء ثم اوحي اليه ان عبدا من عبادي يقيم في مجمع البحرين قد آتيته علما من لدني فاقصده ولسوف تري ضحالة علمك وقلته ايزاء ما وهبته لذلك العبد الصالح
ولكي يستدل عليه سأل الله تبارك وتعالي عن علامة تهديه الي ذلك العبد الصالح او امارة ترشده فقيل له احمل معك سمكة كبيرة في مكتل وحيث تفقد السمكة وتضيع فهناك نهاية المقصد وفعل موسي ما أمر به وسار في كثبان الرمال الساخنه وتحت وطأة الشمس الحارقة
ووضع حوت في مكتله واصطحب معه فتاه (يوشع بن نون) وكان مقربا اليه محببا لديه وانطلقا باتجاه محمع البحرين عند الطرف الغربي الجنوبي من برية سيناء وكان الطريق وعرا وشاق
فنال التعب من يوشع وأرهقه الجهد فذكر ذلك لموسي عليه السلام وكأنه كان يطلب منه العودة وصرف البظر عن مواصلة الرحلة لكن موسي النبي لا ينكص علي عقبيه فلابد من مواصلة السير لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية تكفيرا عن الذنب والتزاما بهدي الله تعالي فقال لفتاه لن يصرفني جهد او تعب عن الوصول الي مجمع البحرين ولو اقتضي ذلك سنين عددا( واذا قال موسي لفتاه لا أبرح حتي أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا)
وبأوا يروا البحر ونسماته ولما قاربا الشاطىء جلسا يستريحا هو وفتاه واستظلا بصخرة كبيرة ثم غلب النعاس جفني موسي فاستسلم للقيلولة لكن يوشع شعر باستعادة النشاط وذهب عنه الكلل فجلس ينظر هنا وهناك وفي غفلة منه اخذ الحوت سبيله الي البحر سربا
وافاق موسي من اغفائته وقد استعاد نشاطه ولما قطعا شوطا كبيرا بعيدا عن الصخرة رآيا شجرة ظليلة فجلسا تحتها وطلب من غلامه غداءهما( قال لفتاه آتنا عداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) فقال يوشع
أرأيت اذ أوينا الي الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا) فرد موسي قائلا
قال ذلك ماكنا نبغ فارتدا علي آثارهما قصصا فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)
وجاء في الاثر: ان سبب ما من الله علي الخضر بالعلم اللدني انه تصدق بنفسه لسائل لم يكن معه ما يعطيه له حينما سأله فقال الخضر والله الذي سألتني به ما عندي شيء الا نفسي فخذني وبعني في سوق العبيد وخذ ثمنب ولكن الله نجاه واعطاه من لدنه علما ونجاه لأنه تصدق بنفسه لله ومن خصائص الخضر التي منحها الله له انه لايراه كل الناس الا من اراد هو ان يراه مثل سيدنا موسي والادلة:
أنه حينما فعل ما فعل الخضر لم يراه الا سيدنا موسي عليهم السلام والا لو رآه الناس لمنعوه مما فعل كخرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار ورؤيته للكنز
والمستفاد من ذلك:
صدق الله العظيم حيث يقول
وما أوتيتم من العلم الا قليلا)
نسبة العلم الي اللـــــــــــــــــــــــه العليم
طاعة المعلم
الاستفادة من دروس العلم
مصاحبة الصالحين
العمل بالعلم
وبفعل الخيرات تنال البركات من الواحد المنان الذي من علي الخضر بعلم لم يعطه لنبي كموسي عليهما السلام
هذا والله تبارك وتعالي اعلي وأعلم
ونسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ كريم علي